شكل التقدم المحرز في المشاريع المقررة في إطار البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019 – 2023)، محور اجتماع للجنة الإقليمية المختصة، انعقد، أمس الخميس، بمقر عمالة الإقليم. وشكل هذا اللقاء، الذي ترأسه عامل إقليمالصويرة، عادل المالكي، وحضره، على الخصوص، رؤساء المجلسين الإقليمي والمحلي للصويرة، وممثل صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (عن بعد)، ورؤساء مختلف المصالح الخارجية المعنية والسلطات المحلية، مناسبة للوقوف عند تقدم الأشغال وتدارس المراحل التي قطعها كل مشروع على حدة، في إطار هذا الورش الاستراتيجي، الذي يأتي ليعزز الدينامية متعددة الأبعاد التي تشهدها مدينة الرياح. وشدد المالكي، في كلمة بالمناسبة، على أهمية احترام الميزانية المخصصة، داعيا مختلف الأطراف المتدخلة وأعضاء اللجنة الإقليمية المعنية لتتبع هذا الورش الملكي، إلى إيلاء الاهتمام اللازم لقضايا احترام الآجال والجودة أثناء الإنجاز الأمثل للأشغال. وأشار، في هذا السياق، إلى أنه ستتم برمجة اجتماعات خاصة، قصد رفع العراقيل وتقديم الحلول المواتية للمشاكل المطروحة بخصوص بعض المشاريع، مع دعوة مختلف المتدخلين إلى السهر على الحفاظ على روح وفلسفة هذا البرنامج الطموح. وتميز هذا الاجتماع بتقديم عرض شامل، من قبل ممثل وكالة "العمران" حول التقدم الذي حققه كل مشروع في إطار هذا البرنامج، الذي تطلب تعبئة استثمارات قدرها 300 مليون درهم. وكشف مدير وكالة العمران الصويرة – شيشاوة، حسن بوستة، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المعدل الإجمالي للتقدم المحرز في تنفيذ مختلف الأعمال التي يتضمنها هذا البرنامج، وصلت حاليا إلى 51 بالمئة. وأوضح أن هذا البرنامج يهم في المجمل 27 مشروعا، مضيفا أنه تم الانتهاء من 5 مشاريع، وأن 11 مشروعا توجد قيد الإنجاز، بينما توجد ال 11 المتبقية في مرحلة الدراسة، أو في مرحلة إطلاق طلبات العروض. وأبرز بوستة، من جهة أخرى، الانخراط الراسخ وتعبئة كافة المتدخلين والأطراف المعنية بهذا الورش، قصد ضمان التنفيذ الجيد لبرنامج تأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة، وإنجاز مختلف المشاريع في الآجال المحددة. من جانبه، أشاد رشيد الحلوي، وهو مهندس معماري وعضو اللجنة العلمية لتتبع هذا البرنامج من الناحية التراثية، باستفادة مدينة الصويرة، المصنفة تراثا عالميا لليونسكو، من هذا المشروع الملكي، موضحا أن إنجاز الأشغال في نسيج حضري حيوي على الصعيد السوسيو- اقتصادي، يطرح صعوبات. ومع ذلك، أكد هذا الخبير، أن تنفيذ هذه التدخلات يتم في احترام للقواعد المطلوبة. وتابع أن الطابع التراثي أساسي، ولكن يجب أن يتماشى أيضا مع النشاط الاجتماعي والاقتصادي، لافتا إلى استخدام مواد محلية تميز وتعكس الطابع الخاص وأصالة المدينة العتيقة بالصويرة، بغية الحفاظ على الروح التراثية لهذا النسيج العمراني. وتسهر السلطة الإقليمية، من خلال هذه الاجتماعات الدورية، على ضمان تتبع دقيق لمدى تقدم الأشغال والعمليات المقررة. ويهم المشروع، الذي يستفيد منه 13 ألف من ساكنة المدينة العتيقة، مجموعة من المشاريع، ترتكز على 4 محاور رئيسية، هي تأهيل المجال العمراني، وترميم وتأهيل التراث التاريخي، وتعزيز الولوج إلى الخدمات الاجتماعية، وتقوية الجاذبية السياحية والاقتصادية للمدينة العتيقة للصويرة. ويعتبر هذا البرنامج من الجيل الجديد، الذي تمت بلورته طبقا للتعليمات الملكية السامية، ثمرة شراكة بين صندوق الحسن الثاني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والعديد من القطاعات الوزارية، ومجلس جهة مراكش – آسفي، والمجلس الجماعي للصويرة، ومجموعة العمران. ويندرج البرنامج التكميلي لتأهيل وتثمين المدينة العتيقة للصويرة (2019-2023 ) في إطار الجهود المبذولة، تحت القيادة النيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والرامية للمحافظة على المدن العتيقة وتثمينها بعدد من مدن المملكة، كالرباط والدار البيضاء، ومراكش، وفاس، ومكناس، وسلا، وتطوان