وصف عزيز أخنوش، رئيس الحكومة، الاتفاق الاجتماعي الذي تم توقيعه مساء يوم أمس الخميس، بين وزير الصحة، خالد أيت الطالب وبين التنسيق النقابي الرباعي بالكبير والمهم. وقال وهو يترأس حفل التوقيع، إن هذا الاتفاق يشكل محطة هامة في مسار إصلاح القطاع، لأنه سيساهم في حل العديد من المشاكل التي ظلت عالقة منذ ما يقرب من 15 سنة. وأكد على أنه سيفتح آفاقا كبيرة للعاملين في القطاع الذي ينتظر تنزيل أكبر مشروع للحماية الاجتماعية. ونص الاتفاق على تحسين وضعية الأطباء من خلال تغيير الشبكة الاستدلالية للأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان، وبدايتها بالرقم الاستدلالي 509 بكامل تعويضاته. كما نص على استفادة الممرضين من الترقية في الرتبة والدرجة، والرفع من قيمة التعويض عن الأخطار المهنية لفائدة الأطر الإدارية وتقنيي الصحة، ودعم مؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي قطاع الصحة، لتعزز خدماتها المقدمة لفائدة مهنيي القطاع، وبرمجة عرض مشروع مرسوم متعلق بالملحقين العلميين على أنظار المجلس الحكومي في أقرب الآجال. وتم الاتفاق على مواصلة الحوار لحل الإشكالات الأخرى لضمان الانخراط التام والشامل لكل مهنيي القطاع في الورش الملكي المتعلق بالتغطية الصحية. لكن الممرضين في مختلف النقابات التي وقعت الاتفاق عبروا عن استيائهم من مضامين هذا الاتفاق. ولم تتردد بعض الفروع النقابية للتنسيق الرباعي في وصفه بالاتفاق المهزلة والاتفاق المشؤوم، موردين بأنه لم يحمل أي جديد بالنسبة للملف المطلبي الذي ظلوا يدافعون عنه منذ سنوات. ووصل هذا الغضب حد تقديم استقالات جماعية، كما حدث في الجامعة الوطنية للصحة التابعة للاتحاد المغربي للشغل بجهة كلميم واد نون. وتحدثت هذه الاستقالة الجماعية عن استهتار كبير تعاملت به النقابة مع المطالب التي تخص الممرضين وتقنيي الصحة. وتتحدث فعاليات في القطاع على أن هذا الاتفاق سيؤدي إلى إحداث شرخ كبير في أوساط النقابات الموقع، إذا لم تتحرك لتطويق الغضب الذي يسود في أوساط الأعضاء.