تتجه جامعة ابن طفيل، بمدينة القنيطرة، نحو التحول إلى جامعة ذكية تعتمد على مصادر الطاقة المتجددة بصورة أساسية لتشغيل مرافقها. إذ نجحت الجامعة في تقليص فواتير الطاقة المستهلكة ضمن الحرم الجامعي بنسبة 40 في المئة من خلال تبني وتنفيذ عدة مشاريع تنموية وبيئية واعدة لإنتاج واستخدام الطاقة المتجددة. ويأتي اهتمام الجامعة بمشاريع إنتاج الطاقة الشمسية في إطار اهتمام الحكومة بالاعتماد على مصادر الطاقات المتجددة، حيث تسعى الحكومة إلى تقليص الاستهلاك لنحو 20 في المئة بحلول عام 2030. وكانت الحكومة قد أطلقت مجمع نور بمدينة ورزازات الواقعة جنوب البلاد، في عام 2016، وهو أكبر محطة شمسية في العالم، حيث يمتد على مساحة 3 آلاف هكتار، ويضم مليوني لوحة شمسية تُنتج 580 ميغاواط، وهي كمية تكفي مليون منزل. في عام 2016، أطلقت الجامعة مشروعاً طموحاً يقوم على المحافظة على البيئة وترشيد استهلاك الطاقة والإنتاج الذاتي للطاقات النظيفة من خلال محطة لتوليد الكهرباء بالطاقة الشمسية تم بناؤها على أسطح مواقف السيارات في الجامعة، إضافة إلى إدخال سيارات ودرجات كهربائية صديقة للبيئة قابلة للشحن عبر هذه المحطة. وبهذا الخصوص، قال رئيس الجامعة، عز الدين الميداوي إن للمشروع عدة أهداف؛ منها تغطية نسب مهمة جداً من استهلاك الطاقة للجامعة، موضحا «تمكنا من تغطية نسبة وصلت من 45 الى 50 بالمئة من حاجات الجامعة من الطاقة عبر الطاقة الشمسية،» مشيرا إلى أن الجامعة تعمل حالياً على استكمال مشروع المكتبة الجامعية الذكية الذي سيعتمد كلياً على الطاقة المتجددة في عمله.يدمج المشروع، الذي يقول القائمون عليه إنه الأول من نوعه، بين مفهوم الحركية الكهربائية ومبدأ الاستهلاك الذاتي للطاقة الشمسية. يمكن لأساتذة الجامعة وطلبتها استخدام الدراجات والسيارات المشحونة للتنقل داخل الحرم الجامعي، باستعمال بطاقات مخصصة لهذا الغرض. ويتم إعادة العربات إلى محطاتها ليتم إعادة شحنها أوتوماتيكيا. وقال الميداوي «يسهم المشروع في توعية الطلاب والأساتذة بأهمية التقليل من استعمال السيارات والدراجات النارية لخفض تلوث الهواء.» من جهة أخرى، تشكل محطة الحركية الكهربائية بجامعة ابن طفيل مكاناً للتدريب العملي وإجراء البحوث للطلاب والأساتذة على حد سواء. كما تمتلئ ساحات الجامعة بمجموعة من الكراسي الذكية المزودة بلواقط شمسية تنتج الطاقة الكهربائية النظيفة وتخزنها وتوفرها للاستخدام على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع. وتستعمل هذه المقاعد العصرية للعمل أو الدراسة أو الاسترخاء، كما تسمح بشحن الحواسيب واللوائح الالكترونية والهواتف ومختلف الأجهزة الالكترونية باعتبارها مصدراً للطاقة بقوة 220 فولت. كما عملت إدارة الجامعة بالتعاون مع شركتين فرنسيتين على إنشاء محطة لمعالجة المياه بالتقنيات الغشائية وباستخدام الطاقة الشمسية بما يسمح بإعادة استخدامها لري المساحات الخضراء داخل الحرم الجامعي.