تستعد جامعة ابن طفيل بالقنيطرة لدخول سباق ترتيب الجامعات الذكية في العالم، بعد إحداثها لمحطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية لشحن الدراجات والسيارات، وهي أول تجربة على مستوى جامعات المغرب. ودشنت الجامعة، هذه المحطة، التي أشرف عليها طلبة مهندسون، بمناسبة الذكرى الثامنة عشر لعيد العرش برحاب المؤسسة، بحضور مسؤولين ومنتخبين وأساتذة وباحثين وطلبة. وقال عز الدين الميداوي، رئيس الجامعة، في تصريح لهسبريس، إن مهام الجامعة "لا يجب أن تقتصر فقط على التكوين والبحث العلمي، بل يجب أن تكون أيضاً آلية لليقظة العلمية الاستراتيجية ونقل التقنيات". وأشار الميداوي إلى أن عدداً من الدول التي حققت تقدماً على المستوى الصناعي لم تبدأ بالبحث العلمي فقط، بل اعتمدت أيضاً على نقل التقنيات. وقال إن هذه المحطة تأتي بعد احتضان المغرب لمؤتمر المناخ "كوب 22" الذي عرف مشاركة عدد من الدول بتقنيات جديدة في مجال الطاقة. وكشف رئيس الجامعة أن محطة توليد الكهرباء بالطاقة الشمسية كانت فكرة بدأت في الأول لدى طلبة مهندسين في إطار بحث نهاية التخرج، وأشار إلى أن "البحث كان قيماً؛ لذلك اقترحنا عليهم إنشاء هذه المحطة". وستتوفر المحطة على دراجات بمحرك كهربائي يمكن استخدامها للدفع، ستكون متاحة للطلبة والأساتذة والموظفين عن طريق بطاقة اشتراك، إضافة إلى أن المحطة ستوفر الطاقة المتجددة لمرافق الجامعة. وأوضح الميداوي أن الجامعة قامت بدراسة حول النجاعة الطاقية وانخرطت في هذا الورش للمساهمة في استراتيجية المملكة للوصول إلى استقلال ذاتي في مجال الطاقة، التي يتم استيرادها بشكل كبير من الخارج. وتطمح الجامعة عبر عدد من المشاريع في مجال الطاقات المتجددة إلى تلبية 55 في المائة من حاجيات الكهرباء عبر الطاقة الشمسية بعد أربع سنوات، وهي مشاريع ساهم فيها طلبة الكليات التابعة للجامعات، خصوصاً المهندسين. وقد نجح طلبة ابن طفيل في إحداث هذه المحطة بإشراف من مهندس من الشركة الألمانية "Belectric" الرائدة في مجال الطاقة الشمسية في العالم، وستساهم في توعية الطلبة والأساتذة بأهمية التقليل من استعمال السيارات والدراجات النارية لخفض تلويت الهواء. وقال رئيس الجامعة إن "مبادرة إتاحة الدراجات الكهربائية بالمؤسسة هي الأولى من نوعها بالمغرب، وسيتم توفير عشر دراجات في أفق الوصول إلى عشرين دراجة"، وأشار إلى أن الجامعة تواصلت مع المكتب الوطني للسكك الحديدية من أجل إحداث محطة للدراجات الكهربائية بمحطة القطار القنيطرةالمدينة ليكون انتقال الطلبة والأساتذة إلى الجامعة سهلاً، ودون اللجوء إلى السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة بكثرة. وستكون هذه المحطة أيضاً فضاءً للأعمال التطبيقية للطلبة، ومنصة للطلبة الباحثين في مجال البرمجيات والتقنيات المتطورة. ويطمح رئيس الجامعة بهذا الإنجاز إلى تبوؤ مرتبة جيدة على المستوى الدولي في تصنيفات الجامعات الذكية التي أصبحت ذات اهتمام بالغ، خصوصاً في الدول الأنغلوساكسونية، والتي تعتمد معايير النظافة وإنتاج الطاقة وإعادة استعمال المياه العادمة. وتعتبر جامعة ابن طفيل الوحيدة على المستوى الوطني التي تسمى "campus ramassé"، نظراً لكون كل الكليات والمعاهد التابعة متقاربة وتوجد في مكان وسط غابة المعمورة، عكس الجامعات المغربية الأخرى التي تعرف تباعداً بين كلياتها. وقال رئيس جامعة ابن طفيل إن استيراد السيارات الكهربائية ووضعها رهن إشارة الطلبة والأساتذة وموظفي الجامعات ينتظر الترخيص من السلطات. جدير بالذكر أن عدد طلبة الجامعة يبلغ 46 ألف طالب وطالبة، ويدرّس بها حوالي 550 أستاذا وأستاذة، وتتوفر على طاقم إداري يبلغ 287 موظفا، وتقع على مساحة تبلغ 46 هكتاراً.