تم مساء اليوم الخميس بثانوية الأنوار بالجماعة القروية سيدي الطيبي (اقليمالقنيطرة) تدشين محطة نموذجية لتحلية المياه وإزالة النيترات، عبر تقنيات تزاوج بين استخدام الطاقة الشمسية والريحية وتقنيات الأغشية الرقيقة. ويعد المشروع، الذي يحظى بالرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، الأول من نوعه على الصعيد الإفريقي وتجربة رائدة على المستوى العالمي. وتعد الوحدة التي أشرف على تدشينها وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لحسن الداودي ووالي جهة الغرب الشراردة بني احسن عامل إقليمالقنيطرة زينب العدوي، ثمرة شراكة بين تحالف صناعي فرنسي ألماني وكرسي اليونيسكو (سيميف) وجامعة ابن طفيل بالقنيطرة والجمعية المغربية للأغشية وتحلية المياه وبتنسيق مع ولاية جهة الغرب الشراردة بني احسن والاكاديمية الجهوية للتربية والتكوين . وشدد وزير التعليم العالي وتكوين الأطر والبحث العلمي لحسن الداودي في كلمة بالمناسبة على البعد الاقتصادي والاجتماعي الكبير لهذا المشروع ، مبرزا أنه يؤكد إمكانية انخراط البحث العلمي في دعم المشاريع ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي . وأكد أن المشروع يمكن أن يشكل نموذجا يحتذى لكونه يوفر حلولا تستجيب للطلبات المحلية للساكنة للمساهمة في التنمية المحلية والمستدامة . وعبر الداودي عن عزم الوزارة دعم ومواكبة الأساتذة الباحثين والخبراء معتبرا أن البحث العلمي أصبح أولوية من الأولويات بالمغرب ، مشيرا إلى أن المملكة خصصت موارد استثنائية للبحث العلمي. ومن جانبها أكدت والي جهة الغرب الشراردة عامل اقليمالقنيطرة السيدة زينب العدوي ،أن المحطة الجديدة تعد لبنة إضافية في مجال تعزيز ودعم التنمية الايكولوجية والمندمجة. وأشارت، خلال حفل التدشين الذي حضره عدد من رؤساء المجالس المنتخبة والأساتذة والباحثين، إلى أن المعايير الحديثة للنمو أضحت تفرض إدماج المشاريع الجديدة للبعد البيئي، معربة عن الأمل في تعميم هذه التجربة لتشمل باقي أرجاء جهة الغرب الشراردة بني احسن. وأبرزت أن المشروع الجديد لمحطة سيدي الطيبي يسير في نفس منحى المشاريع التنموية المندمجة التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس خلال زياراته السابقة بالمنطقة. من جهته أكد عز الدين الميداوي رئيس جامعة ابن طفيل ورئيس الجمعية المغربية للأغشية والتحلية أن هذه المحطة النوعية تعد الأولى من نوعها بالمغرب لكونها تعرف إدماج تقنية معالجة وتحلية جد متطورة بالكهرباء المولد من الطاقات المتجددة وتعمل بازدواجية الطاقات المتجددة الهوائية والريحية والشمسية . وأضاف أن الأمر يتعلق بمحطة علمية تجريبية ستوضع تحت تصرف الطلبة الباحثين بالإضافة إلى بعدها الاجتماعي لكونها تمكن من توليد الكهرباء وتحسين جودة المياه لفائدة المؤسسة ونحو 2000 نسمة من سكان المنطقة. ومن جانبه أكد مدير الأكاديمية عزيز نحية أن هذا المشروع الذي تم احتضانه في إطار عمل مشترك بين الاكاديمية والجامعة يشكل نافذة بالنسبة للجهة لتمكين الطلبة الباحثين من الانفتاح على المؤسسات التعليمية وعلى الطاقات المتجددة . وتسعى وحدة التحلية، بشكل رئيسي إلى إنتاج كمية كافية من الكهرباء، بواسطة المزاوجة بين الطاقة الشمسية والريحية، كفيلة بضمان توفير الحاجيات اليومية للثانوية وتشغيل الوحدة التي تعمل على معالجة وتحلية المياه من خلال اعتماد تقنيات الطبقات والأغشية الرقيقة . وقد تم تصميم الوحدة بشكل يسمح للسكان المجاورين من الاستفادة من فائض الطاقة والمياه التي يتم إنتاجهما بها، حيث تم في هذا السياق اللجوء إلى الاستعانة بأحدث التقنيات المتطورة في هذا المجال والتي لا تتوفر في السوق المغربية. وتشكل عملية المزاوجة بين الطاقة الريحية والشمسية وتقنيات الطبقات والأغشية الرقيقة التجربة الأولى من نوعها على الصعيد الافريقي وإحدى التجارب النادرة في العالم ككل. وإلى جانب بعده الاجتماعي، فإن المشروع سيشكل أرضية ممتازة للبحث العلمي وتكوين الأساتذة والطلبة بالجامعة في عدد من المجالات المرتبطة بمعالجة المياه وإنتاج الطاقة المتجددة. وقد أشرف على متابعة أشغال إنجاز المشروع، طاقم من الخبراء في كل من ألمانيا وفرنسا وبكلية العلوم بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة، عن طريق نظام للمراقبة وتحديد المواقع عبر الأقمار الصناعية (جي بي إس)، مما يكشف الأهمية العلمية والاقتصادية للمشروع، حيث يتم توظيف أجهزة متطورة وحديثة.