قصف عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، الأحزاب السياسية، وحملها مسؤولية فقدان المواطن للثقة في المسؤولين بصفة عامة، بمن فيهم المسؤولين الذين يشتغلون في القطاعات العمومية. ودق ناقوس الخطر بخصوص تداعيات فقدان الثقة على الوضع العام في البلاد، رغم أنه أشاد بمجموعة من المميزات التي تتوفر في المغرب، ومنها الأمن والاستقرار. وقال الجواهري، في ندوة صحفية، خصصها للحديث عن الأوضاع الاقتصادية بالمغرب، يوم أمس الثلاثاء، إن هذه الأحزاب ترفع الكثير من الشعارات والوعود، لكنها عمليا لا تنجز منها إلا الشيء القليل، وهو ما يؤدي إلى فقدان المواطن للثقة فيها. وأشار إلى أنه كان يمكن لهذه الأحزاب أن تركز في برامجها الانتخابية على مجموعة من الملفات ذات الأولوية، وأن تعمل على تنفيذها، مع استحضار الإمكانيات المتاحة. وذكر بأن المواطن لم يعد يثق في المسؤولين، وفي كل مرة يستنجد بالملك محمد السادس، حتى في الملفات البسيطة التي يفترض أن تتم معالجتها بشكل سلس وسريع. وذكر بأن المواطن عندما يصوت على حزب سياسي أو شخص، إنما يفعل ذلك لتنفيذ وعود قدمها له. وفي حال عدم تنفيذ هذه الوعود، فإن الثقة تنهار بين الطرفين، حيث يفقد المواطن هذه الثقة نتيجة عدم تنفيذ الوعود، ويفقد السياسي المصداقية نتيجة عدم التزامه بما وعد بتنفيذه. وانتقد الجواهري المعروف بتلقائته في الحديث عددا من البرامج التي تتقدم به الحكومات في المغرب، وذهب إلى أن هذه الحكومات تقدم برامج تشمل جميع القطاعات، وتركز على جل الملفات، لكن في النهاية لا تعمل أي شيء. واقترح أن تتجه هذه البرامج إلى ترتيب الأولويات والتركيز على أهم الملفات والعمل على الالتزام بما تضمنته هذه البرامج.