قررت المحكمة التجارية بمكناس، تأجيل المزاد العلني الذي كان مقررا إجرائه صباح أمس الخميس 22 أبريل الجاري، من أجل البيع القضائي الجبري لسينما الأطلس الكائنة بشارع روامزين بالمدينة العتيقة لمكناس. وأفادت مصادر، بأن المحكمة اضطرت إلى تأجيل المزاد إلى أجل غير مسمى، بعدما عرف فشلا ذريعا، نتيجة عدم مشاركة أي شخص. ورجح متتبعون للقضية، أن يكون لحملة "ماتقيش مدينتي"، التي تم إطلاقها لمواجهة قرار عرض سينما الأطلس التاريخية في المزاد العلني بدل تصنيفها من طرف وزارة الثقافة باعتباره المعني المباشر بصيانة وحفظ المعالم الثقافية التاريخية، الأثر الكبير في فشل المزاد. ويشار إلى أن الإعلان عن بيع قاعة سينما الأطلس بمدينة مكناس في المزاد العلني، أثار غضب فعاليات ثقافية وفنية مغربية، التي طالبت المسؤولين بالتدخل العاجل من أجل حماية المعالم الثقافية للمدينة الإسماعيلية. وأطلق مجموعة من المثقفين والفنانين والإعلاميين، حملة " ما تقيش مدينتي " من أجل المطالبة بتصنيف المواقع التاريخية وخاصة الصالات السينمائية المغلقة، وتحويلها إلى مركبات ثقافية تحت إشراف وزارة الثقافة والشباب والرياضة، وهي الحملة التي خلفت أصداء واسعة على الصعيد الوطني والدولي، وعرفت مشاركة وازنة لمثقفين وفنانين وإعلاميين وأكاديميين وباحثين ومهتمين بحفظ الذاكرة والتراث على المستوى الوطني والدولي، حيث فاقت التوقيعات لغاية اليوم الخميس 22 أبريل 2021، 400 توقيع. ويطالب الموقعون على نداء مكناس لحماية المواقع الثقافية بالحفاظ على المعالم الثقافية للمدينة، باعتبارها جزء من الموروث الثقافي والعمراني للمدينة، واقتناء القاعات السينمائية التاريخية المغلقة من طرف الدولة ممثلة في وزارة الثقافة والشباب والرياضة أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو من طرف جماعة مكناس، والتي ستكون كلفتها جد منخفضة. اذا تم استحضار الكلفة الباهضة لبناء وتجهيز المركبات الثقافية، فالقاعات السينمائية المغلقة ( الأطلس، أبولو، مونديال، الملكي ) لاتتطلب أكثر من مصاريف الترميم والصيانة، كما إن إعادة فتحها على شكل مركبات ثقافيةسيسهم في تحقيق التنمية الثقافية بالمدينة، والتي ستكون لها آثار ايجابيةفي تحقيق الرواج التجاري وإنعاش القطاع السياحي، خصوصا بالمدينة العتيقة لمكناس.