عوض أن يواصلوا الضرب بمطارقهم على الأواني النحاسية في حي الصفارين بالمدينة العتيقة بفاس، انشغل "النحايسية" بالمدينة في الآونة الأخيرة بدق ناقوس الخطر بخصوص خطر الانقراض الذي يهدد هذه المهنة، وما يتبع ذلك من تشريد العشرات من أسر الصناع التقليديين وفقدان تراث مهم يصنع خصوصية المدينة. فقد نظم هؤلاء الصناع التقليديين احتجاجات لإثارة الانتباه إلى أوضاعهم الاجتماعية المتدهورة جراء تداعيات جائحة كورونا وما ارتبط بها من قرار محلاتهم لعدة أشهر وإغلاق الحدود وتوقف السياحة الداخلية والخارجية. لكن ما يؤرق أيضا هؤلاء هو دخول صناعة "الشينوا" وآلة "الليزر" على خط هذه المحنة لتجهز على ما تبقى لهم من أمل في المستقبل وهم يعيدون فتح محلاتهم من جديد بعد قرار تخفيف إجراءات الحجر الصحي. فعاليات جمعوية محلية قامت أمس السبت بزيارة جماعية لعدد من مزارات فاس العتيقة في محاولة لدعم الصناع التقليديين وأصحاب المحلات التجارية وتشجيعا لزيارة فاس العتيقة. ورغم الأهمية الرمزية لهذه المبادرة، إلا أنها تبقى انعكاساتها محدودة في غياب تدخل للجهات الحكومية الوصية. ويطالب "النحايسية" من السلطات ذات الاختصاص منع سلعة "الشينوا" وما ارتبط بها من استعمال آلة الليزر من اكتساح السوق المغربية، كإجراء استعجالي لوقف النزيف الذي ألم بالجسد المنهك لمهنتهم. كما يطالبون بدعم يمكنهم من تجاوز الأزمة واتخاذ إجراءات لتشجيع السياحة الداخلية.