تواصل الصور المتداولة للفيضانات التي استفاقت عليها مجددا مدينة الدارالبيضاء، بعد الأمطار الغزيرة التي عرفتها العاصمة الاقتصادية ليلة أمس الأربعاء، غضب المعلّقين على مواقع التواصل الاجتماعي. لم تهطل في مدينة الدارالبيضاء أمطار طوفانية ليلة أمس، لكن تلك الكمية المعقولة تسببت في فضح المزيد من هشاشة البنية التحتية في المدينة التي تعرّت في اليومين الأخيرين. وتناقل رواد مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لقطار الترامواي يشق عباب المياه كأنه سفينة، وأخرى للسيارات في الشوارع تجري من تحتها المياه مسببة لها الشلل والتوقف، ومجموعة صور أخرى للأحياء وقد تحولت إلى بحيرات من الماء والطين، بينما المواطنون يتفادون الزخات فارين. وتأسفت أروى السموري: "فصل الشتاء هو الوحيد القادر على فضح المسؤولين. أما نحن فيكفينا الكلام في المواقع". وكتب رئيس الجمعية المغربية لحماية المال العام، محمد الغلوسي، بأن "ساعات من الأمطار التي أغرقت المدينة" كشفت عورة المسؤولين عن تدبير أمورها، وعرت الوجه القبيح للفساد والرشوة والصفقات النتنة، وأزاحت الماكياج عن وجوههم، وعرت شعاراتهم حول الحكامة والشفافية. وتابع "لا أدري ما إذا كان هذا المنظر القبيح والذي كشف هراء شعاراتهم حول التنمية المفترى عليها أمام كاميرات العالم قد جعل مسؤولينا يشعرون قليلاً بالخجل أمام هذه الفضيحة بكل المقاييس، والتي تتكرر في كل مرة أجادت بها السماء علينا بقليل من الأمطار". وأضاف: "الفساد والرشوة وسياسة الريع والصفقات المشبوهة وإسناد التدبير لنخب فاسدة وانتهازية هي التي جعلت الدارالبيضاء تغرق بالأمس في الماء وسط ذهول الجميع، لا بد من ربط المسؤولية بالمحاسبة والقطع مع الإفلات من العقاب، فالفساد والجشع حوّل مدننا إلى جحيم وجعل الحياة فيها تختنق. كفى فساداً وهدراً للمال العام".