تشهد مختلف أحياء مدينة مراكش انتشارا واضحا للكلاب الضالة، التي باتت تؤرق بال المواطنين المتخوفين من أن تتسبب عضاتها في مرض "داء الكلب"، المعروف ب"السعار"، إلى جانب تشويهها صورة هذه الأحياء بصفة خاصة والمدينة بصفة عامة. الإنتشار الكبير لكلاب الشوارع، جعل المواطنين يتوجهون بشكايات عديدة إلى الجهات المختصة للتدخل وإيجاد حل جذري لهذه الظاهرة، غير أن أصوات هؤلاء تقابلها لا مبالاة الجهات الوصية التي من المفروض أن تتدخل لوضع حد للظاهرة دون الحاجة إلى تذكيرها في كل مناسبة بذلك. وأثار تجاهل المجلس الجماعي لدعوات المواطنين ونداءاتهم المتكررة، التي تعج بها عدد من الصفحات المتابعة للشأن المحلي، استياء عدد من المتضررين الذي شددوا على أن مسؤولية الجماعة في هذا الصدد ثابتة طبقاً لمقتضيات القانون 113.14 الذي يضع حفظ سلامة وصحة المواطنين ضمن اختصاصاتها. وأمام تنصل الجهات المعنية من هذه المسؤولية، لم يجد عدد من المواطنين بدًا من تطبيق "شرع اليد"، إذ أصبح البعض يلجأ إلى استعمال السم للتخلص من هذه الحيوانات، التي باتت تقض مضجع ساكنة عدد كبير من الأحياء بمدينة مراكش. الطريقة التي أصبح يلجأ إليها عدد من المتضررين، بعدما لم تجد شكاواهم آذانا صاغية، قسمت مهتمون بالشأن المحلي، حيث اعترض الكثيرين على هذه الطريقة في القتل، ووصفوها بالغير إنسانية، فيما أيدت بعض الأصوات عملية القتل، مستندة إلى وقائع هجوم كلاب ضالة على نساء وأطفال وشباب في الطرقات، والتسبب بأذى وذعر للمارة، عدا عن النباح الليلي المزعج. وجدد مهتمون دعوتهم إلى المجلس الجماعي، للتدخل لحل هذه المعضلة، وذلك بالتفكير وتطبيق حلول أخرى معروفة في بلدان كثيرة، منها تلقيح هذه الكلاب وتعقيمها من أجل الحد من تناسلها، وتكليف جمعيات معينة بهذه الكلاب الضالة وجمعها، عبر تمتيعها بدعم مادي ولوجيستيكي.