انطلقت بمدينة وزان فعاليات الدورة الثانية من المهرجان الوطني للزيتون، تحت شعار "زيت الزيتون : الجودة والتسويق مع احترام البيئة ورهان مخطط المغرب الأخضر"، وذلك بمشاركة مهنيين وباحثين وعارضين من عدة مدن مغربية ضمنها مراكش. وأفاد عارض قادم من جهة مراكش–آسفي إلى أن المشاركة في هذه التظاهرة تساهم في الاطلاع على التجربة المتقدمة لعدد من المناطق الإنتاجية الكبرى بجهات أخرى من المملكة. ويهدف المهرجان في دورته الثانية إلى تعزيز وتنمية قطاع زيت الزيتون وتشجيع تثمين وتعزيز الجودة وتبادل الابتكارات التقنية بين مختلف المتدخلين، وكذا إلى التواصل التجاري بين الفاعلين جهويا ووطنيا، والبحث عن عقد اتفاقيات شراكة وتعاون بين المهنيين. وأكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، في تصريح للصحافة خلال حفل الافتتاح الذي تميز بحضور عامل إقليموزان جمال عطاري وعدد من المنتخبين والمسؤولين المحليين والمهنيين، أن قطاع الزيتون "يحظى بأهمية بالغة في المنطقة، كما يكتسي بعدا حيويا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية"، معتبرا أن من شأن تنظيم هذا المهرجان المساهمة في دعم ريادة إنتاج الزيتون بشمال المملكة وعلى المستوى الوطني. وأضاف أخنوش أن جهة طنجة – تطوان – الحسيمة معروفة بزراعة الزيتون .كما أن الجهود المبذولة ضمن مخطط المغرب الأخضر ساهمت في مضاعفة المساحة المزروعة بأشجار الزيتون على مستوى الجهة، حيث انتقلت من حوالي 99 ألف هكتار عام 2008 إلى ما يقارب 193 ألف هكتار عام 2017. وأوضح أن المؤشرات تشير إلى تحقيق إنتاج قياسي بالجهة يصل إلى 250 ألف طن من الزيتون و حوالي 30 ألف طن من زيت الزيتون، أي ما يمثل حوالي 17 في المائة من الإنتاج الوطني الإجمالي، مشيرا إلى أن هذا المعرض سيعطي إشعاعا لهذا القطاع على المستوى الوطني. وحسب معطيات قدمت خلال هذه التظاهرة، فإن عقد برنامج تنمية سلسلة الزيتون 2009 – 2020 على المستوى الوطني، والذي سيتطلب استثمارات عامة وخاصة بقيمة إجمالية تصل إلى 29,5 مليار درهم، يروم رفع المساحة المزروعة من 773 ألف هكتار إلى مليون و 220 ألف هكتار، وهو ما سيمكن من رفع الإنتاج من 863 ألف طن من الزيتون إلى أزيد من 2,5 مليون طن، و من 80 ألف طن من زيت الزيتون إلى 330 ألف طن. ويشارك في المعرض، الذي تستمر فعالياته إلى غاية 24 نونبر الجاري، والممتد على مساحة إجمالية تقارب 5 آلاف متر، منها ألفي متر مغطاة، 60 عارضا يمثلون تنظيمات مهنية فلاحية محلية ووطنية، ومجموعات ذات النفع الاقتصادي، واتحادات التعاونيات. ويرتقب أن تستقطب هذه التظاهرة الفلاحية أزيد من 15 ألف زائر. وأبرزت إحدى المشاركات في المعرض، أن قطاع زيت الزيتون بإقليموزان قطع أشواطا مهمة خلال السنوات الأخيرة توجت بحصول زيت البكر الممتازة المنتجة بالإقليم على شهادة البيان الجغرافي المحمي، معتبرة أن هذا المعرض سيساهم في التعريف أكثر بهذا القطاع الإنتاجي الأساسي لساكنة المنطقة. ويتضمن برنامج المهرجان تنظيم ندوات وورشات تسلط الضوء على مواضيع مرتبطة ب "أهمية قطاع الزيتون ودور التنظيم البيمهني" و "البحث الزراعي وجودة الزيتون وزيت الزيتون"، بالإضافة إلى تخصيص فضاء لتقديم الاستشارة الفلاحية لتمكين المنتجين من التعرف على الطرق الجيدة للإنتاج وعلى التقنيات الجديدة المتعلقة بالقطاع والممارسات الفلاحية الجيدة والإعانات المقدمة في إطار صندوق التنمية الفلاحية. وتم بمناسبة افتتاح المهرجان الوطني للزيتون توزيع بعض المعدات الفلاحية الخاصة بجني وصيانة أشجار الزيتون في إطار تشجيع التنظيمات المهنية بإقليموزان على تحسين الإنتاج والرفع من الجودة، حيث استفادت من هذه المعدات جمعية "الوفاق" وجمعية "دهار بوشكوة" والتعاونية النسوية "الأنوار".