كشف الشاب "اسماعيل التومي" الذي جازف بحياته من أجل إنقاذ رجل في عقده السادس كان يهدد بالإنتحار من فوق مسجد الكتبية التاريخي بمراكش، عن جوانب مؤلمة حول وضعه الأسري الذي دفع به إلى الإرتماء في أحضان الشارع. وقال اسماعيل الذي ينحدر أصله من منطقة سيدي رحال بإقليم قلعة السراغنة في تصريح ل"كش24″، إن أسرته الفقيرة انتقلت للعيش بإقليم الحوز واستقرت بدوار الدروع التابع لجماعة أغواطيم، غير أن الفقر المدقع الذي تتخبط فيه أسرته التي لاتجد في أحايين كثيرة ما تسد به رمقها، دفع به إلى مغادرة البيت للعيش في الشارع. ويضيف اسماعيل البالغ من العمر نحو 22 عاما، أنه يعيش على ما يجود عليه به المواطنون في شوارع المدينة الحمراء التي تحولت إلى موطن ومستقر له، دون أن تسلب منه قساوة الحياة مشاعره تجاه والديه وأشقائه اذ لا يتردد في زيارة منزل أسرته بين الفينة والأخرى حاملا لهم بعض الطعام أو النقوذ التي يحصل عليها للتخفيف من معاناتهم. وروى اسماعيل الشهير بلقب "زريقة" كيف ألقى بنفسه في يم المغامرة لإحباط محاولة الإنتحار من فوق بناية المسجد، في الوقت الذي كانت تشخص فيه الأبصار إلى أعلى البناية وتكتفي بمتابعة الوضع، مؤكدا بأنه يعيش ظروفا قد تكون أقسى من تلك التي يجتازها من يهدد بالإنتحار، غير أنه لم يدر يوما بخلده الإقدام على مثل هذا الفعل لأنه يِؤمن بأن الأرزاق بيد الله. الشاب اسماعيل الذي فاجأ السلطات المحلية والأمنية بتدخله الشجاع وأعطى درسا في الإنسانية، يعيش هشاشة تجعله معرضا لكل أشكال الإنحراف في أية لحظة ما لم يؤخذ بيده وانقاذه من العطالة والتشرد، فهل من منقذ..؟.