في الخامسة والعشرين من عمرها تزوجت بشرى، وصمد زواجها أقل من عام لتعود إلى منزل أسرتها وهي تحتضن مولودها الوحيد. أحلام بشرى تبخرت في الحياة الزوجية السعيدة سريعاً. تقول ل"كش24″: "زواجي كان بالصدفة وليس عن حب. فقد رآني طليقي في زفاف وأعجب بي وطلبني للزواج عبر وسيط، ولأنه رجل غني لم أتردد وعائلتي في الموافقة. تم الزواج في أقل من شهر وأنفق طليقي على الحفل والشبكة والمهر ما يتجاوز 6 ملايين سنتيم". تتابع: "كنت سعيدة جداً، لكنني اصطدمت ببخل زوجي الذي كان يحصي كل درهم ننفقه". وتقول: "لم أعد أتحمله خصوصاً أنه يكبرني سناً". انهارت قصة زواج بشرى بالطلاق، كما تنهار كل يوم العشرات من قصص الزواج، في موضة جديدة باتت تجتاح محاكم مراكش، في وقت كانت فيه المطلقة تواجه بعين الريبة والشك وتوضع في قفص الاتهام الأخلاقي، لكن هذه النظرة تراجعت وأصبحت من المألوف في المدينة الحمراء. الزخم الذي كان يحيط قضايا الطلاق التي كانت تعرض في محكمة قضاء الأسرة بباب دكالة بمراكش، وتحديدا "بعرصة الحامض"، لم يعد كما كان، مع تحويل ملفات قضايا الأسرة إلى قصر العدالة بحي سيدي يوسف بن علي، حيث صار خبر الطلاق مثل سقوط ورقة شجرة لم يعد يثير أحد. ويُرجع باحثون قبول بعض المراكشيات بالطلاق إلى وعيهن بحقوقهن وتجاهل النظرة التي كانت تلاحقهن وترغم معظم النساء لتحمل الحياة الزوجية رغم تعثرها، بينما يرى آخرون أن السبب يكمن في انعدام المسؤولية لدى الشباب وتعمّد الأسر تزويج أبنائها وتحمل عبء تكاليف الزواج عنهم، ما يجعلهم يستهترون بقيمة الزواج. كما تعود حالات الطلاق إلى تراجع اعتماد المرأة على الرجل في ما يتصل بالقضايا الاقتصادية لخروجها للعمل جنبا الى جنب معه.