ابتداءً من اليوم الثلاثاء، تبدأ فعاليات أسبوع مناهضة الاستعمار والأبارتهايد الإسرائيلي، في نسخته المغربية، حيث يرتقب أن تستمر إلى 7 إبريلالجاري، وتحتضنها 3 مدن في المملكة. وتتوزع فعاليات أسبوع الأبارتهايد على نحو 200 مدينة وعاصمة عبر العالم في الفترة ما بين 18 مارس و10 إبريل. وتنطلق فعاليات المغرب تحت شعار "لنوقف تسليح الاستعمار"، عبر إقامة لقاءات وندوات وعروض فنية من تنظيم "حركة مقاطعة إسرائيل وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها/ فرع المغرب" (BDS). وتهدف فعاليات مقاومة الاستعمار والفصل العنصري الصهيوني، والذي ينظم للسنة الخامسة عشرة على التوالي، إلى حشد الدعم والتضامن مع نضال الشعب الفلسطيني، وتوسيع انتشارِ حركة مقاطعة إسرائيل (BDS) ومناهضة التطبيع مع الكيان الغاصب للأراضي الفلسطينيةالمحتلة. ويقول منظمو الأسبوع المغربي بأن الفعاليات التي تقام في ثلاث مدن هي الرباطومراكش والدار البيضاء، أيام الثلاثاء والخميس والأحد، تطرح وتناقش قضايا حظر تسليح إسرائيل، ومسيرات العودة، ومناهضة التطبيع، بغاية "زيادة الوعي حول مشروع إسرائيل الاستعماري الاستيطاني التوسعي المستمر في فلسطينالمحتلة". ويورد بيان حملة (BDS) المغربية إن "الصراع مع العدو الصهيوني مر بمنعرج خطير على الساحة الإقليمية والدولية، يعزوه (إلى) فشل الحكومات على المستوى الدولي في محاسبة العدو الصهيوني، واستمرار بعض الشركات والمؤسسات العالمية بالتورط في الجرائم المرتكبة ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، والانتفاع من المنظومة الأمنية والعسكرية والاقتصادية للاحتلال". وسجلت الحملة المغربية ما سمته "تفشي التطبيع الرسمي وغير الرسمي مع دولة الاحتلال وداعميها، وانتقال التطبيع السري مع بعض الأنظمة السياسية في المنطقة العربية إلى تطبيع علنيّ وقح، وما يوازيه من استمرار سياسات الاستعمار الصهيوني ضدّ الشعب الفلسطيني"، داعية إلى "التصدي لهذا العدو ومحاولاته التغلغل في جيوبنا وكتبنا وعقولنا". ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن سيون أسيدون، العضو المنسق في حركة مقاطعة إسرائيل فرع المغرب، أن "أسبوع مناهضة الاستعمار والفصل العنصري في فلسطين، هو بمثابة مبادرة توعوية للناس حتى يعرفوا حقيقة الكيان الغاصب وجرائمه الإنسانية الخطيرة في حق شعب أعزل". وأفاد أسيدون بأنه "بات لزامًا على العالم بأسره أن يضطلع بدور حيوي في منع تسليح الاستعمار الإسرائيلي لأرض فلسطين الأبية، من خلال مقاطعة هذا الكيان تجاريًا واقتصاديًا وثقافيًا"، مبرزًا أن "إسرائيل تدرك تمام الإدراك مدى خطورة حملة المقاطعة ضدها على كيانها ووجودها وأمنها، إلى درجة أنهم هناك يساوون بين خطورة هذه الحملة وبين خطورة ما يسمونه السلاح النووي الإيراني". وتأتي فعاليات هذا الأسبوع لمناهضة الاستعمار والأبارتهايد في فلسطين في سياق توالت فيه محاولات التطبيع مع إسرائيل في المغرب، من قبيل استضافة سياسيين أو رياضيين إسرائيليين في منافسات دولية تقام على أرض المملكة، أو سفر نشطاء وصحافيين مغاربة إلى إسرائيل تحت غطاء البحث والتنسيق العلمي والأكاديمي. ويواجه محاولاتِ ومبادرات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي نشطاءُ مغاربة كثيرون انخرطوا في منظمات مدنية غير حكومية، يترصدون لكل هذه التحركات، سواء من الشخصيات الإسرائيلية التي تدخل إلى البلاد تحت ذرائع مختلفة، أو بعض الناشطين المغاربة الذين يسافرون نحو الكيان الإسرائيلي لأسباب مختلفة. وكانت آخر محاولات التوغل الإسرائيلي في المغرب استضافة مدينة مراكش قبل أيام مضت لمنافسات بطولة دولية للجودو بمشاركة عشرة مصارعين إسرائيليين، وهو ما أعاد إلى الأذهان واقعة عزف النشيد الإسرائيلي علناً في بطولة لرياضة الجودو بمدينة أكادير العام الماضي، وخلفت غضباً واسعاً في البلاد. ومن الاختراقات الجديدة أيضاً ما ضبطته مصالح الأمن المغربية قبل أيام قليلة، حيث أوقفت شبكة خطيرة تعمد إلى تجنيس إسرائيليين بالجنسية المغربية، فضلاً أيضاً عن تواجد وفد مغربي (غير رسمي) في مؤتمر اقتصادي دولي بدولة البحرين يقام بين 15 و18 إبريل الجاري، ويحضره زهاء 40 إسرائيلياً يمثلون مقاولات مختلفة.