احتضنت جامعة هلسنكي، مساء الثلاثاء، محاضرة من تأطير الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء في المغرب، أحمد عبادي، حول موضوع "حرب الأفكار، والتجربة المغربية في محاربة التطرف العنيف". وشكل الحدث، الذي حضره نخبة من السياسيين والأكاديميين والمثقفين الفنلنديين وطلبة بجامعة هلسنكي وعدد من أعضاء المجلس الإسلامي الفنلندي، "فرصة للتبادل حول حرب الأفكار التي هي مكون أساسي من مكونات مكافحة التطرف والإرهاب"، حسب وصف الدكتور عبادي. واستهل الضيف كلمته بالثناء على منظمي اللقاء، الذي نظمته كلية جامعة الأديان بجامعة هلسنكي بتنسيق من وزارة الشؤون الخارجية الفنلندية ومواكبة من السفارة المغربية بفنلندا، على اختيار فضاء "ثينك كورنر" (زاوية التفكير) وهي "تسمية فيها إبداع كبير"، حسب ما ذكره عبادي. وبلغة إنجليزية فصيحة وأداء خطابي راق، نجح الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، "المحاضر الكاريزماتي"، وفق ما حرص المنظمون على تضمينه في التعريف بسيرة الضيف المغربي خلال الدعوات التي وجهت للحضور، في شد انتباه جمهور متنوع وفسيفسائي، وهو يفكك أسس وجذور الفكر المتطرف وسبل الوقاية والتمنيع منه واستعراض التجارب الناجحة في ردعه. واعتبر المحاضر أن الهدف الرئيسي "ليس فقط الوقاية من التطرف، ولكن أساسا التمنيع منه. لأن التمنيع هو بناء جهاز بناء مناعة ومنظومة مضادات فكرية وجدانية تنفي أسس المقولات المتطرفة". ويرى عبادي أنه لا مناص من تحقيق هذا الهدف إلا من خلال بناء أنساق تربوية ناجعة عبر التسلح بكل الآليات المتيحة لذلك، والتزود بكل التقنيات التي تمكن من بلورة الخطاب الذي يفهمه الناشئة ويفمهم الشباب، دون احتقار لذكائهم. وأشار الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء إلى أن المملكة المغربية لها تجربة رائدة في هذا الصدد، ومن المهم تقاسم بعض معالم هذه التجربة مع الفاعلين والفاعلات في دولة فنلندا. واعتبر الدكتور المحاضر أن الهدف من خلال الزيارة إلى البلد الشمالي يروم، كذلك، محاولة البحث عن أوجه التعاون والتكامل في هذا المجال لاسيما أن دولة فنلندا رائدة من خلال "التربية عبر الألعاب" (غايميفيكايشن)، حيث إن عشرة بالمئة من السوق العالمي للألعاب هي فنلندية بامتياز". مشددا على أهمية النظر في كيفية التعاون في مجال التربية ومحاولة استشكاف المسارات والأوجه التي يمكن أن يتم من خلالها هذا التعاون. ويقوم الأمين العام للرابطة المحمدية للعلماء، أحمد عبادي، بزيارة إلى دولة فنلندا، تدوم ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عددا من المسؤولين الفنلندين وفعاليات مدنية وشبابية.