قالت كريمة بنيعيش، سفيرة المغرب بإسبانيا، إن الزيارة الرسمية للملك فليبي السادس والملكة ليتيسيا إلى المغرب "تؤكد على الطابع الاستثنائي والمتميز والاستراتيجي والمتفرد للعلاقات بين البلدين كما تعكس العلاقة التاريخية والأخوية التي تجمع بين العائلتين الملكيتين". وأكدت كريمة بنيعيش في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء أن " الملك محمد السادس والعاهل الإسباني الملك فليبي السادس يتقاسمان رؤية استراتيجية ونفس التصميم في جعل العلاقة بين البلدين الجارين نموذجا لشراكة شمال- جنوب قوية ومبتكرة هدفها رفاهية البلدان والمساهمة بالتالي في تكريس السلام والاستقرار والازدهار في حوض البحر الأبيض المتوسط والواجهة الأطلسية ". وأوضحت أن هذه الزيارة الرسمية التي تعتبر أول زيارة للملك فيليبي السادس إلى المغرب والثالثة من نوعها لعاهل إسباني بعد زيارتي سنة 1979 وسنة 2005 " تهدف إلى إضفاء خصوصية خاصة للعلاقة بين بلدينا " مؤكدة أنه من شأن هذه الزيارة الرسمية أن تساهم في خلق دينامية كما ستضخ زخما جديدا في الشراكة الاستراتيجية بين المملكتين وتضعهما بالتالي في إطار تحالف استراتيجي أكثر تقدما. وأشارت سفيرة المغرب بإسبانيا إلى أن العلاقة المغربية الإسبانية تتميز اليوم بالإرادة المشتركة التي تحدو البلدين للدخول في إطار ثنائي مستمر ومتميز وذلك " من أجل تجاوز الصعوبات السياسية التي قد تحدث وكذا مواصلة تعزيز العلاقات بين البلدين تكون مبنية على أساس القيم المشتركة والطموحات المتقاسمة ". وأضافت أن زيارة العاهل الإسباني الملك فليبي السادس إلى المغرب تترجم المصالح المترابطة التي ترتكز على جذور تاريخية قوية وعلاقات اقتصادية متميزة وموروث ثقافي غني بالإضافة إلى مكون بشري مشترك ومتنامي أكثر فأكثر فضلا عن رؤية مشتركة يتقاسمانها حول القضايا الكبرى كقضايا الأمن في البحر الأبيض المتوسط ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وكذا القضايا المستقبلية المتعلقة بالبيئة والطاقة. وعلى المستويين الاقتصادي والتجاري قالت الدبلوماسية المغربية إن المغرب وإسبانيا يتوفران على كل الإمكانيات والمؤهلات من أجل بناء شراكة اقتصادية ثنائية ترتكز على الجاذبية الاقتصادية لرؤوس الأموال والقدرة التنافسية المشتركة وكذا لتطوير النظم الإنتاجية بهدف مواجهة التحديات المشتركة. وذكرت بأن إسبانيا " هي اليوم الشريك الاقتصادي الأول للمغرب للسنة السادسة على التوالي سواء من حيث الصادرات أو الواردات ". وأكدت بنيعيش أن هذا التفاهم والتقارب بين البلدين ينعكس أيضا على المستوى الإقليمي والدولي وذلك من خلال دعم إسبانيا للمغرب في مختلف هيئات ومؤسسات الاتحاد الأوربي مشيرة إلى أن خير مثال على ذلك دعم مدريد لاتفاقيات الصيد البحري والفلاحة بين المغرب والاتحاد الأوربي . وقالت سفيرة المغرب بمدريد " أنا أؤمن بالطموح المشترك لهذه العلاقة الوثيقة والفريدة . إن هذا هو المعنى الحقيقي للشراكة المغربية الإسبانية التي تقوم على مشاريع مهيكلة واستراتيجية من أجل مستقبل بلدينا ". وشددت على أهمية العلاقات الإنسانية التي تحتل مكانة أساسية ومحورية في العلاقات بين البلدين وتجعل منها أساسا استثنائيا مشيرة إلى أن " ما يقرب من مليون مغربي يعيشون في إسبانيا ويشكلون جالية نشيطة جدا ومندمجة بشكل كبير وهذا ما يجعل من هذه الجالية محركا رائعا ورافعة قوية لنمو وتطور البلدين ". وعلى المستوى الثقافي أشارت بنيعيش أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تساهم في تكريس تقارب ثقافي مثالي من خلال تبادل البرامج الثقافية والتي تعطي زخما ثقافيا وحضاريا كبيرا لحضور المغرب بإسبانيا وكذا لحضور إسبانيا بالمغرب.