شهدت العاصمة اليونانية آثينا، مساء أمس الخميس، اشتباكات بين قوات الأمن وما يقارب ألفي متظاهر من المحتجين على الاتفاق الذى ينص على تغيير اسم مقدونيا إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية". وحسب وسائل إعلام محلية اليوم الجمعة، احتشد المتظاهرون أمام مقر البرلمان بميدان "سنتيغما" بالعاصمة، أثناء مناقشة الجمعية العامة للبرلمان للاتفاق المذكور من أجل التصويت عليه، ما دفع قوات الشرطة لإطلاق الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، فضلا عن قيامها باعتقال آخرين. وأثناء الكلمة التي ألقاها رئيس الوزراء، أليكسيس تسيبراس داخل البرلمان، قام المتظاهرون برشق قوات الشرطة بالحجارة، والزجاجات الحارقة، ما دفعها للرد عليهم بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. وتعتبر احتجاجات الخميس، أقل من حيث المشاركة مقارنة بنظيرتها التي جرت يوم الأحد الماضي، وشهدت مشاركة عشرات الآلاف. وفي سياق ذي صلة، احتشد أكثر من 4 آلاف متظاهر أمام السفارة الأمريكية بآثينا، تلبية لدعوة وجهها الحزب الشيوعي اليوناني، وأخذوا يرددون هتافات مناهضة لحكومة بلادهم، وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، معتبرين أن اتفاق تغيير الاسم مع مقدونيا تم توقيعه بضغط من الولاياتالمتحدة. وحسب العديد من الصحف المحلية اليونانية، شهدت مدينة سلانيك، ثاني أكبر المدن اليونانية بعد العاصمة أمس الخميس، مظاهرات احتجاجية رافضة للاتفاق ذاته. بدوره أجل البرلمان اليوناني تصويته على الاتفاق لليوم الجمعة، بعدما كان مقررا إجراؤه في وقت متأخر من الخميس. وفي 11 يناير الحالي، وافق البرلمان المقدوني على تعديلات دستورية تقضي بتغيير اسم البلاد إلى "جمهورية مقدونيا الشمالية"، بموجب اتفاقية "بريسبا" المبرمة مع أثينا في يونيو 2018. وبعد استقلال مقدونيا عن يوغوسلافيا السابقة، في 1991، رفضت اليونان اعتماد اسم جارتها الجديدة. وتقول اليونان، التي تضم إقليما اسمه مقدونيا، إن اسم جارتها (مقدونيا) يعني المطالبة بالسيادة على أراض يونانية. وشكل الخلاف عقبة أساسية أمام بدء مفاوضات سكوبيي للحصول على عضوية كل من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (الناتو) بسبب الرفض اليوناني.