افتتح المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته السابعة عشر، صباح أمس الثلاثاء، أبوابه في وجه عشاق السينما من المكفوفين وضعاف البصر، الذين تستضيفهم مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لحضور خمسة أفلام سيجري عرضها بتقنية الوصف السمعي. وكان ضيوف المهرجان، من المكفوفين وضعاف البصر، بقاعة الوزراء على موعد مع الفيلم الفرنسي "وجوه أماكن" وهو فيلم تسجيلي لمخرجته أنياس فاردا التي جرى تكريمها من طرف مؤسسة المهرجان، والفنان البصري جي. آر، وهو واحد من أشهر الفنانين البصريين الذين يعملون في الأماكن العامة بالعالم. ويندرج هذا الفيلم في إطار السينما ذات الاجتهادات المفتوحة الآفاق، التي تلتقط تواريخ بشر وسلالاتهم وطبقاتهم ومحيطهم، قبل أن تضعها في حيز لا زمني، بتأويلاتٍ إيديولوجية وسياسية تحريضية، وفي إطار السينما الطليعية والتجريبية بامتياز. "وجوه أماكن" وهو من أفضل أفلام المخرجة الفرنسية أنيس فارادا، الذي ترشح هذه السنة للأوسكار كأفضل فيلم تسجيلي، يتناول قصص متعددة لأكثر من وجه في أكثر من قرى شمال فرنسا، تبدأ فكرته من لقاء بين كائنين، هوسهما الوجوه. ووفاء منه لالتزامه الاجتماعي، يخصص المهرجان الدولي للفيلم خلال دورة هذه السنة، خمسة عروض تم إعدادها بتقنية الوصف السمعي، لفائدة المكفوفين وضعاف البصر، محافظا بذلك على هذا الموعد السينمائي الهام، من ضمنها الفيلم "المغربي "الحنش" الذي ينتقد ظواهر اجتماعية في قالب كوميدي. وتشمل باقي الأفلام التي سيجري عرضها بهذه التقنية كل من الفيلم الفرنسي "لاميكانيك دولومبغ 98″، لمخرجه توماس كرويتوف، والفيلمين الأمريكيين "بلاد رونير 2049″ لمخرجه دونيس فيلينوف، و"لادي بورد" لمخرجته غريتا جيرويغ. وتعد هذه التقنية وصفا لفظيا للمشاهد والوقفات والمقاطع المرئية الثابتة أو المتحركة والتي هي خارج نطاق التعليق أو الوصف في الأفلام دون أن يؤثر ذلك على محتوى النص الأصلي بحيث يشمل الوصف حركات الجسم وتقاسيم الوجه والإضاءة والألوان وبيئة الحدث بكلمات أو جمل تعبيرية مختصرة تصل عبر أجهزة استقبال وإرسال خاصة. والتزمت مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش بهذا المشروع وعملت على إنجاحه لسبع سنوات متتالية، مايدل على الاهتمام الذي توليه بهذه الفئة، خاصة بعد أن عبر صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم، عن أمله في تخليد هذا المشروع الذي سيصبح واحدا من أهم مواعيد المهرجان خلال مستقبل الدورات. ومكنت هذه التجربة، من اكتشاف طاقات من المكفوفين في مجالات مختلفة، إضافة الى أن المغرب حقق، من خلال مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، السبق في هذا المجال المثير للاهتمام بتبنيه للتجربة كفاعلية دائمة في برنامج هذه التظاهرة العالمية. وتحتفي الدورة 17من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بالسينما المغربية في فقرة خاصة تحت إسم "بانوراما السينما المغربية"، والتي ستعرض في إطارها سبعة أفلام مغربية حديثة، حيث تطمح هذه الفقرة إلى كشف مختلف أوجه السينما المغربية للمهنيين ووسائل الإعلام الدولية الحاضرة في المهرجان. ويسعى المهرجان الدولي للفيلم، لجعل المدينة الحمراء عاصمة للسينما، ومحطة كونية لاستقطاب ألمع الأسماء السينمائية الدولية والعالمية، فضلا عن جعل السينما، فضاء للإبداع العالمي، ومناسبة كبيرة لترسيخ قيم الحوار والتواصل الكوني، فضلا عن تكريس روح التسامح والتعايش بين مختلف الشعوب والأجناس والمشاركين.