تحول الفقر والمخدرات لقنبلة موقوتة تهدد استقرار أحياء متاخمة لواد ايسيل، بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي بمراكش. وعاينت "كش24" مشاهد صادمة للوضع المزري الذي تعيش فيه أسر مغربية مغلوبة على أمرها، وذلك خلال تغطية جنازة الشاب الذي تلقى رصاصة من المسدس الوظيفي لعنصر امني، خلال مقاومة اعتداء جانحين على الامن لتخليص مبحوث عنه من قبضتهم. ويلخص وضع البيت الذي عاش فيه الشاب القتيل ومنازل مجاورة، حجم التهميش والفاقة التي حولت حيا من ضمن أحياء أخرى، لقنبلة موقوتة تضم بينها المئات من الشباب والمراهقين، الذين يرتمي عدد مهم منهم، في حضن الادمان والضياع واليأس والاجرام ، في ظل تجاهل المسؤولين وتقصيرهم. وساهم انتشار المخدرات بين مجموعة من الشباب والمراهقين، في انتشار مظاهر إجرامية عديدة، منعت أي محاولة او تفكير لتأهيل المنطقة المحادية لواد ايسيل وسوق "الدبان"، حيث صارت مغضوبا عليها من طرف المسؤولين، ولم تستفد من اي مبادرة على غرار ما استفادت منه مناطق عديدة بتراب مقاطعة سيدي يوسف بن علي، التي واكبت نسبيا تطور المدينة الحمراء. وصارت الدروب والازقة المتفرعة من الشارع المحاذي لوادي ايسيل، النقطة السوداء الابرز قي تراب المقاطعة، ما يسائل المنتخبين والمسؤولين الترابيين، الذين لم يفكروا يوما في محاولة انقاذ الاف الشباب من الضياع، عبر توفير الحد الادنى من المرافق التي من شأنها تكوين جيل مواطن متصالح مع نفسه ووطنه. ومن خلال الأحداث الاخيرة والمقاطع المتنوعة التي وجدت طريقها الى مواقع التواصل الاجتماعي، فيتضح ان جزء مهما من شباب ومراهقي الحي يكنون عداء كبيرا للسلطات والدولة بصفة عامة، حتى ان "كش24" عاينت كيف تمت مضايقة اشخاص غرباء عن الحي خلال جنازة الشاب القتيل، لمجرد الاشتباه أنهم "مخزن". ويترجم هذا الحجم من الغضب ورفض الآخر، انتشار المظاهر الاجرامية والمخدرات والمؤثرات العقلية بشتى انواعها، وانسداد الافق أمام الاف العاطلين والمعطلين، ما يستوجب وقفة للمسؤولين، لمواكبة المجهودات الامنية المحفوفة بالخطر، بمشاريع ومبادرات إجتماعية من شأنها إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الاوان.