شهدت العاصمة الروسية موسكو أسبوع الموضة الذي تقيمه شركة السيارات مرسيدس بنز، هذا الحدث بالنسبة لسكان العاصمة هو دوري واعتيادي لكن ما ميز أسبوع هذا العام أنه سلط الضوء على الزي المغربي من خلال أربعة مصممات محترفات يمارسن تصميم وخياطة الزي المغربي والقفطان بالتحديد. الاقبال كان شديدا على هذا العرض واكتظت الأماكن في قاعة العرض من صفوة المجتمع الروسي لمشاهدة أزياء مغربية تميزت بالأناقة الرفيعة واللمسة الملكية والقفاطين الفاخرة وكأنها من أساطير ألف ليلة وليلة. والقفطان المغربي هو القطعة الأساسية للمرأة المغربية في كل عرس أو حفل أو مناسبة خاصة، لم يزعزعه عن عرشه أرقى علامات الموضة العالمية لفساتين السهرة، وظل مميزا لأناقة المرأة المغربية، واستولى على مكانته التي تليق به ضمن الأزياء المتميزة باللمسة الملكي فهو يعتمد في صنعه على أقمشة فاخرة يتم تزيينها بالتطريز اليدوي المغربي كالرباطي نسبة إلى مدينة الرباط أو الفاسي نسبة إلى فاس بللإضافة إلى تزيينه بالأحجار، دون أن ننسى أهم عملية وهي ما يسمى في المغرب "خدمة المعلم" نسبة إلى حرفيين يغزلون خيوط من الحرير أو الفضة أوحتى الذهب. وظلت المرأة المغربية تتزين بهذه اللوحة الفنية المسماة بالقفطان لوحدها لقرون طويلة، قبل أن يخرج من حدوده الجغرافية إلى العالمية في فترة تسعينيات من القرن الماضي بفضل تنظيم عروض تروج للقفطان المغربي وتفنن كبار المصممين والمعلمين المغاربة في تقديم تصاميم فاخرة. ويعود ظهوره إلى العصر المريني ثم العصر السعدي وخاصتا في عهد السلطان المغربي أحمد المنصور وتصميم القفطان المغربي يتطلب معرفة عميقة في تاريخه، ونقصد بذلك من امتهنو حرفته وضبطوا أصوله جيدا، كما لا شك من إعجاب المصميمن العالميين بخصوصية وجمالية القفطان المغربي، وثأثيرهم به بشكل عبر السنوات واليوم نرى القفطان المغربي أصبح عالميا بعد أن انتشر في كل بقاع المعمورة كأفخم الألبسة التقليدية في العالم، من المصممين العالميين الذين أسرهم أيضا القفطان المغربي نجد كل من كينزو وجون بول غوتيي وكريستيان لاكروا. أربع مصممات مغربيات شاركن في عرض مرسيدس اسبوع الموضة بأجمل ما يحمله الزي المغربي من تألق وألوان وثراء وعمق في التاريخ والتراث.