أسدل، امس الخميس، الستار على فعاليات المعرض التشكيلي الجماعي "تكامل"، الذي أقامته جمعية بصمات للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، بدعم من وزارة الثقافة والاتصال، قطاع الثقافة، برواق برواق المديرية الجهوية للثقافة لجهة الدارالبيضاءسطات. ويندرج المعرض ضمن الأنشطة الثقافية والفنية للجمعية السالفة الذكر، وشارك في الحدث الفني 14 فنانا وفنانة، توحدوا في معرض "تكامل"، بمختلف اتجاهاتهم وانطباعاتهم البصرية. وقال أحمد بويدي، رئيس جمعية بصمات للفنون الجميلة بالدارالبيضاء، إن" معرض "تكامل" يجمع ثلة من الفنانين التشكيليين من مختلف الاتجاهات والأعمار، يقدمون اعمالا تتكامل في ما بينها، وتحقق التناسق والانسجام والتوافق، وتراهن على الاختلاف في الوقت ذاته، وتحمل في طياتها تيمات ثقافية وفتية متعارضة أحيانا ومتداخلة أحيانا أخرى، تم الاشتغال عليها بتقنيات متنوعة تجمع بين المادة واللون والشكل.". وأضاف بويدي في افتتاحية تصدرت كاتالوغ المعرض أن "تكامل" يشكل جسرا للتعاون بين المشاركين من أجل بلوغ هدف واحد يتجلى في المساهمة في نشر الثقافة البصرية في أوساط الجمهور الواسع، مفيدا أن الحدث الفني يجمع خريجي مدرسة الفنون الجميلة واساتذة التربية التشكيلية وفنانين عصاميين، تتنوع اعمالهم بين الواقعية والتجريدية والخط العربي والفن الفطري . جماليا، يرى الناقد الفني والجمالي عبد الله الشيخ أن معرض "تكامل " يسلط الضوء على بعض طلائع الحساسية الجديدة في التحديث والتجريب على صعيد الفن التشكيلي من خلال رصد توثيقي لتجارب إبداعية أخلصت للغة الجمال البصري وساهمت في بلورة معالمه الكبرى داخل المغرب وخارجه. وأشار الشيخ في كلمة حملت عنوان" الحداثة مشروع لا ينتهي"، بالكاتالوغ نفسه، أن المشاركين في المعرض آمنوا بأن الحداثة التشكيلية بتعبير الباحث والمفكر عبد الكبير الخطيبي، تعايش بين أنماط عديدة من الحضارات والثقافات، كما أنها رؤية جديدة حول عالمنا المعاصر المنهك بالتحولات والتقلبات . وأبرز الشيخ أن كل تجربة تشكيلية في هذا المعرض دائرة ابداعية مستقلة ومكملة للتجارب الاخرى ومنفتحة على الابتكار والمستقبل، فهي تعمق تأملها الجمالي في الزمن والفضاء والكائن والوجود . إنها تشكل مجازيا جغرافية بصرية متعددة التشعبات والروافد المرجعية.. لقد بادرت جمعية بصمات للفنون الجميلة لإحداث وإنجاز هذا المشروع بتنسيق مع المديرية الجهوية للثقافة لجهة الدارالبيضاءسطات بهدف المساهمة الفعالة في إثراء الرصيد التاريخي للإبداع التشكيلي خاصة المقترن منه بتجارب غير مكرسة من حيث الإعلام الفني المتخصص، والتأليف الجمالي الوازن. يتعلق الأمر اذن بنوع من الانصاف والاعتراف بأسماء فنية من الجيل الجديد التي نذرت حياتها الإبداعية للإسهام في الزخم البصري الذي يشهده الراهن التشكيلي المغربي المعاصر: هناك أسماء حظيت بالتكوين الفني بالمدرسة العليا للفنون الجميلة بالدار البيضاء، وهناك أسماء أخرى التحقت بأوساط فنية تكوينية أخرى، كما أن هناك بعض الأسماء التي راهنت على تكوينها العصامي، وتفاعلها الحثيث مع تجارب الفنانين الرواد داخل المغرب وخارجه . كل فنان مولع باختراق حداثة الآخر وفق الرغبة في التميز والتفرد. هكذا تأتي ذاكرة الابداع البصري ممهورة بالأسلوب المشخصن، الذي يخفي مرجعياته وحفرياته، الأمر شبيه من الناحية الرمزية بسفينة تيزي التي يتم تغيير بعض عناصرها خلال الرحلة. كل فنان مهووس بتغيير المنظور والأداة والرؤية . نتذكر في هذا السياق عبارة المفكر والباحث عبد الكبير الخطيبي إن "كل فنان جدير بهذا الاسم منذور الى الوحدة والصمت والنظرة الجريحة ". يكفي أن نذكر أن الفنانات والفنانين المشاركين مارسوا حضورهم الجمالي في معرض التأمت فيه الحروفية بمختلف المدارس التشكيلية، من واقعية وتجريدية وانطباعية، وهكذا تواعدت أسماء كبيرة في انشغالها الجمالي في معرض تكامل، ولعل الخطاط محمد قرماد، أثرى التظاهرة الفنية بمشاركته إلى جانب كريم ثابت، وعبد الرحمان الحناوي، ونجاة مفيد، ورشيد زيزي، وعبد الحق سليم، وسعيد مسلم، وعزيز سحابة، وأحمد بويدي، ورقية بيلا، وسعيد مسك، وبشرى الزياتي، وكريم العافية، وحسن الشيخ. وبصفته قيدوم الفنانين التشكيليين، أبى عبد السلام القباج إلا أن يكون معادلا جماليا لمعرض "تكامل"، فبكل أريحية وتواضع تقاسم مع الفنانين لحظات تكريمهم في صورة جماعية توثق للتظاهرة الفنية.