تنظم جمعية بصمات للفنون الجميلة حاليا، معرضا تشكيليا جماعيا، في دورته الأولى، تحت شعار رؤى، وذلك بمنتدى الثقافات بالدارالبيضاء. يعرف هذا المعرض مشاركة ما يقارب أربعين فنانا مغربيا، يمثلون اتجاهات فنية مختلفة، وسيمتد إلى غاية خامس عشر من الشهر الجاري. بهذا الصدد، يوضح رئيس الجمعية المنظمة أحمد بويدي أن هذا المعرض يعد تجربة إبداعية حرة ومستقلة، نشأت من تفكير طويل وناضج حول الفنون البصرية خصوصا والفنون التشكيلية عموما. حدث مهدى إلى الإبداع بالمعنى التام للكلمة، الذي لا يقدم حكم قيمة حول مشهدنا التشكيلي، من حيث منعطفاته ومفارقاته. يدعو معرض «رؤى...» -يضيف أحمد بويدي- عشاق الفن لتقاسم حب استطلاعهم إزاء الأشكال التعبيرية المختلفة والفريدة، وذلك بالانفتاح على فنانين باحثين يساهمون، بخشوع وتواضع، في تنمية الفنون التشكيلية بالمغرب. كما تأتي هذه المبادرة التي اتخذتها جمعية بصمات لإبراز قيمة الأعمال الإبداعية بكل حماس فاعليها، وتشي كذلك بتجليات تنم عن اهتمام خاص بالتجديد، وتسهم في إطار ترويجي يراهن على تعزيز الوساطة الثقافية، باعتبارها شرطا حتميا لكل تنمية فنية مستدامة. وبنفس المناسبة، كتب الناقد عمر العسري كلمة دالة تحت عنوان «جماليات التجاور»، يقول فيها: يضم معرض رؤى تجارب تشكيلية مختلفة من زاوية الرؤية الفنية، وأيضا من جانب التقنيات الموظفة، غير أنها تلتقي على مستوى الحس الجمالي الذي بدت عليه وترجمته للعيان، فتمة تصادي يؤلف بين الأعمال التشكيلية، ويضع المتلقي أمام فسيفساء بصري، فتتعدد الاختيارات وتتداخل بل وتتماس. تروم تجربة رؤى تمديد التلاقي بين الحساسيات التشكيلية الحديثة على نحو فني عالم، فهذا التجاور العرضي المتحقق يضعنا حيال وضعية قلما انتبهنا إليها؛ هي تأريخ الفن التشكيلي المغربي الحديث، ومنحه قيمة متحفية التي غابت عن وعي الفنان والجمهور معا، وأيضا الارتقاء به فنيا، ولم لا مفاخرة به الأمم. تكشف تجربة العرض الجماعي عن تعدد مداخل الفن التشكيلي وتنوع رؤاه، ولعل الرائي سيلحظ كون كل تجربة هي وحدة فنية وجمالية قائمة الذات لها خصوصياتها المائزة والفارزة، ولا مجال إلى تحقيق التفاضل أو الريادة بينها وبين مجاوراتها؛ لأن كل فنان قد عرض عمله باقتناع فني وجمالي بليغين، هو اقتناع موسوم -حسب جاك غودي- بالأثر الفني الذي تخلفه حضارة ما.