أوقفت النيابة العامة في باريس، الجمعة، ألكسندر بينالا، مساعد مدير مكتب الرئيس إيمانويل ماكرون والمسؤول عن حمايته، ووضعته رهن التحقيق للاشتباه بممارسته "أعمال عنف" و"انتحال صفة". وجاء توقيف بينالا المسؤول في حاشية الرئيس الفرنسي، بعد انتشار شريط فيديو يظهر فيه وهو يضرب متظاهرا في يوم عيد العمال في 1 مايو الماضي منتحلا صفة رجل أمن. وأعلن الإليزيه الذي هزّت هذه الفضيحة أركانه بدء إجراءات إقالة بينالا من منصبه. وتفجرت هذه القضية الأربعاء الماضي بعد أن نشرت صحيفة "لوموند" على موقعها الإلكتروني شريط فيديو يظهر فيه بينالا، الذي كان مكلفا بأمن ماكرون أثناء حملة الانتخابات الرئاسية، وهو يضرب متظاهرا في يوم عيد العمال منتحلا صفة رجل أمن، ما أثار زوبعة سياسية وإعلامية، أسفرت عن توجيه انتقادات لاذعة لماكرون تدعم اعتقادا سائدا بأن الرئيس متغطرس ومنفصل عن الواقع. وفيما قرر المدعي العام في باريس، الخميس، فتح تحقيق مبدئي بحق بينالا للاشتباه في ممارسته العنف وانتحال وظيفة ضابط شرطة واستخدام بطاقات مخصصة للسلطات العامة، أعلن رئيس مجلس النواب فرانسوا دو روجيه فتح تحقيق نيابي مواز لمعرفة مدى التزام السلطة ورجالها بتنفيذ القوانين ومراعاة النظام العام. وكان قصر الإليزيه قد اضطر لتعليق عمل معاون الرئيس ماكرون لشؤون الأمن الرئاسي، لمدة خمسة عشر يوما، بين 4 و19 مايو الماضي، مهددا بطرده في حال اقترافه أي تجاوز جديد. وما زاد من غضب الطبقة السياسية الفرنسية هو أن ألكسندر بينالا عاد بعد انتهاء مدة إيقافه عن العمل إلى الدائرة المقربة من الرئيس وعاود مهامه، وشوهد داخل حافلة المنتخب الفرنسي بطل العالم لدى نزوله إلى جادة الشانزليزيه خلال الاحتفال بتتويج كيليان مبابي وزملائه بمونديال روسيا. وقال مصدر قضائي لوكالة الأنباء الفرنسية، إن بينالا الذي اضطرت الرئاسة الفرنسية لتسريحه، متهم بأعمال عنف ارتكبها أثناء تكليفه بالخدمة العامة، واستغلال مهامه واستخدام رموز مخصصة للسلطة العامة، والتواطؤ للاستيلاء على صور كاميرات أمنية. وكشفت مشاهد الفيديو التي نشرتها صحيفة لوموند مساء الأربعاء، أن "ألكسندر بينالا المستشار المقرب من رئيس الجمهورية (…) هجم على شاب كان طريح الأرض أثناء تظاهرة" في الأول من مايو يوم عيد العمال وأوسعه ضربا وركلا. وكتبت صحيفة لوموند في مقال إن "الرجل الذي يضع خوذة وبدا غاضبا، جر (الشاب) على الأرض وأمسكه بعنف من عنقه وضربه عدة مرات". وأضافت أن "مدير مكتب الرئيس باتريك سترزودا أكد أن بينالا هو الرجل الذي ظهر في الفيديو".