حالت فطنة سائق سيارة الإسعاف التابعة للمركز الصحي القروي من المستوى الأول بوزمو، أمس الأربعاء 25/01/2017 دون وفاة امرأة حامل وجنينها، حيث خبر أن امرأة ( ب-ت) 30 سنة، من معارفه داهمها المخاض وهي التي كان قد نقلها شخصيا صوب المستشفى الإقليمي بالراشدية السنة الماضية، نتيجة تعرضها لنزيف حاد بعد الولادة، وقد أخبرتها طبيبة أمراض النساء والتوليد، هي وعائلتها، بأن هذه السيدة تحمل رحم ذو القرنين، وهو نوع من تشوهات الرحم الخلقية، ويتعين عليها أخذ الاحتياطات اللازمة في حالة حدوث حمل آخر، وذلك بتتبعه بالمؤسسات الصحية وبالحرص على الوضع بها تجنبا لما لا تحمد عقباه. ومع رفض العائلة تدخله من أجل نقل الحامل صوب المركز الصحي القروي من المستوى الثاني إملشيل، ربط السائق الاتصال بممثل السلطة المحلية، وكذا بالمسؤولين عن المركز الصحي المذكور، الذين أخبروا المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، الذي هاتف عامل الإقليم من أجل تكثيف الجهود وإقناع العائلة على الإجلاء. وبعد عدة تدخلات ومفاوضات، ومع تدهور الحالة الصحية لهذه السيدة، تم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف التي كانت منذ البداية مرابطة أمام منزلها. ولكن ما أن وضعوها وسط سيارة الإسعاف ومغادرة بوزمو، حتى وضعت حملها بمساعدة المولدة، في الساعة التاسعة ليلا، لكن المرأة أصيبت بنزيف حاد، استطاعت المولدة النقص من حدته بواسطة الأدوية، مما دفع بالسيد المندوب الذي يواكب الحدث إلى الاتصال بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالراشدية، والذي أرسل في الحال فرقة متخصصة لإنقاذ المرأة. ولربح الوقت انطلقت سيارة الاسعاف بالسيدة مرفوقة بالطاقم الطبي صوب المستشفى الاقليمي بمساعدة السلطات المحلية والاقليمية في ظروف مناخية وجغرافية جد صعبة، وفي منتصف الطريق بين إملشيل والريش، قام الفريق المستقدم من الراشدية، والفريق المحلي برئاسة الطبيب الرئيسي للدائرة الصحية بالريش، من حقن كمية من الدم للسيدة داخل سيارة الإسعاف، استطاعت معه المرأة من استرجاع شيء من قوتها مما مكنها من دخول المركز الاستشفائي الجهوي بالراشدية، في الساعة الثانية صباحا، حيث تم التكفل بها وبمولودها وحالتهما الآن جد مستقرة. تجدر الإشارة إلى أن استقدام فريق من المركز الجهوي لتحاقن الدم ليقدم خدمة متنقلة بعين المكان، هي سابقة في ميدان الطب الاستعجالي. وبهذه المناسبة فإن وزارة الصحة تهنئ الفريق الطبي والتمريضي وكذا التقني والإداري على نجاح هذا التدخل الاستعجالي الذي أنقذ حياة هذه السيدة ورضيعها من موت محقق. علما أن نقلها بواسطة المروحية الطبية كان مستحيلا بسبب ظلمة الليل، ولم يكن بالإمكان الانتظار حتى صباح اليوم الموالي نظرا لحالتها الصحية الحرجة وحدة النزيف الذي تعرضت له. كما سجلت الوزارة، وبكل أسف، أن جل النساء في منطقة إملشيل وتونفيت، اللواتي على وشك الوضع، لا يتم استقدامهن نحو المؤسسات الصحية، إلا بعد محاولات عديدة بمنازلهن، بطرق تقليدية تستنزف طاقتهن بحيث تصبح الولادة متعسرة، مما يستدعي نقلهن نحو ميدلت أو الراشدية 220 كلم. ولذلك فإن وزارة الصحة تهيب، مرة أخرى، بكل النساء الحوامل والمقبلات على الوضع أن يسارعن إلى المؤسسات الصحية لوزارة الصحة المؤهلة لذلك، وذلك من أجل سلامتهن وسلامة مواليدهن.