قدم فريق من المركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، أمس الأربعاء، خدمة متنقلة استعجالية لإنقاذ سيدة حامل كانت في وضعية حرجة. وأوضح بلاغ لوزارة الصحة، اليوم الخميس، أن سائق سيارة الإسعاف التابعة للمركز الصحي القروي من المستوى الأول بوزمو، خبر أن السيدة (ب.ت) 30 سنة، وهي من معارفه، داهمها المخاض نتيجة تعرضها لنزيف حاد بعد الولادة.
وأضاف أنه ومع رفض عائلة السيدة الحامل تدخل السائق، الذي كان قد نقلها شخصيا صوب المستشفى الإقليمي بالرشيدية السنة الماضية، من أجل نقلها صوب المركز الصحي القروي من المستوى الثاني إملشيل، ربط السائق الاتصال بممثل السلطة المحلية، وكذا بالمسؤولين عن المركز الصحي المذكور، الذين أخبروا المندوب الإقليمي لوزارة الصحة، الذي هاتف عامل الإقليم من أجل تكثيف الجهود وإقناع العائلة على الإجلاء، مشيرا إلى أنه وبعد عدة تدخلات ومفاوضات، ومع تدهور الحالة الصحية للسيدة تم نقلها بواسطة سيارة الإسعاف التي كانت منذ البداية مرابطة أمام منزلها.
وأشار إلى أن السيدة وبمجرد وضعها وسط سيارة الإسعاف ومغادرة بوزمو، حتى وضعت حملها بمساعدة المولدة، في الساعة التاسعة ليلا، لكنها أصيبت بنزيف حاد، واستطاعت المولدة النقص من حدته بواسطة الأدوية، مما دفع مندوب الوزارة، الذي يواكب الحدث، إلى الاتصال بالمركز الجهوي لتحاقن الدم بالرشيدية، والذي أرسل في الحال فرقة متخصصة لإنقاذ المرأة.
كما أشار البلاغ إلى أن سيارة الإسعاف انطلقت بالسيدة مرفوقة بالطاقم الطبي صوب المستشفى الإقليمي بمساعدة السلطات المحلية والإقليمية في ظروف مناخية وجغرافية جد صعبة، وأنه في منتصف الطريق بين إملشيل والريش، قام الفريق المستقدم من الرشيدية، والفريق المحلي برئاسة الطبيب الرئيسي للدائرة الصحية بالريش، بحقن كمية من الدم للسيدة داخل سيارة الإسعاف، استطاعت معه المرأة من استرجاع شيء من قوتها مما مكنها من دخول المركز الاستشفائي الجهوي بالرشيدية، في الساعة الثانية صباحا، حيث تم التكفل بها وبمولودها وحالتهما الآن جد مستقرة.
وذكر البلاغ بأن طبيبة أمراض النساء والتوليد كانت أخبرت هذه السيدة وعائلتها بأنها تحمل رحما ذا القرنين، وهو نوع من تشوهات الرحم الخلقية، ويتعين عليها أخذ الاحتياطات اللازمة في حالة حدوث حمل آخر، وذلك بتتبعه بالمؤسسات الصحية وبالحرص على الوضع بها تجنبا لما لا تحمد عقباه.
وتجدر الإشارة إلى أن استقدام فريق من المركز الجهوي لتحاقن الدم ليقدم خدمة متنقلة بعين المكان، هي سابقة في ميدان الطب الاستعجالي.
وأفاد البلاغ بأن نقل هذه السيدة بواسطة المروحية الطبية كان مستحيلا بسبب ظلمة الليل، ولم يكن بالإمكان الانتظار حتى صباح اليوم الموالي نظرا لحالتها الصحية الحرجة وحدة النزيف الذي تعرضت له.
وسجلت الوزارة "بكل أسف" أن جل النساء في منطقة إملشيل وتونفيت، اللواتي على وشك الوضع، لا يتم استقدامهن نحو المؤسسات الصحية، إلا بعد محاولات عديدة بمنازلهن، بطرق تقليدية تستنزف طاقتهن بحيث تصبح الولادة متعسرة، مما يستدعي نقلهن نحو ميدلت أو الرشيدية (220 كلم)، مهيبة، مرة أخرى، بكل النساء الحوامل والمقبلات على الوضع أن يسارعن إلى المؤسسات الصحية لوزارة الصحة المؤهلة لذلك، وذلك من أجل سلامتهن وسلامة مواليدهن.