بعد أشهر من أول اتصال فضائي على مستوى الوطن العربي مع رواد الفضاء، يعتزم المغرب إطلاق كبسولة فضائية، الأربعاء المقبل، لدراسة طبقة "الأوزون" والغلاف الجوي، في سابقة هي الأولى من نوعها على مستوى الدول العربية. وذكر رئيس المؤسسة البريطانية للفضاء، محمد الكيالي، أن "الاستعدادات دخلت مراحلها الأخيرة لإطلاق المغرب كبسولة فضائية، الخميس المقبل"، مضيفا أن أن الكبسولة ستعمل على دراسة طبقة "الأوزون" والغلاف الجوي من حافة الفضاء، وستطلق من المكسيك، إذا لم تحدث اضطرابات جوية، وذلك بدعم من القوات الجوية المكسيكية. وشارك طلبة المدرسة الوطنية العليا للمعلومات بالرباط في صناعة الكبسولة الفضائية، باستخدام أجزاء من قمر صناعي تجريبي، ستُطلقه المدرسة في 2019. وكشفت محمد السعيدي، مدير المدرسة الوطنية العليا للمعلومات، خلال ندوة صحافية اليوم الأربعاء بمقر المؤسسة التابعة لجامعة محمد الخامس، تفاصيل المشروع العلمي الجديد الذي أنجزه طلبة مهندسون في سلك ماستر "أنترنت الأشياء"، بدعم من مؤسسة الفضاء البريطانية KSF SPACE. وسيتم إطلاق "الكبسولة الفضائية" وفق ما اوردته اسبوعية "الايام" يوم الأربعاء المقبل من المكسيك وبدعم لوجستي من القوات الجوية المكسيكية، باستخدام منطاد فضائي يصل إلى حافة الفضاء بنحو 40 كيلومترا من سطح الأرض. وتحمل الكبسولة جزءا تجريبيا لقمر صناعي صغير يحمل مجسات صغيرة تم تصميمها في المدرسة العليا للمعلوميات بالرباط. وقال محمد كيالي، مدير مؤسسة الفضاء البريطانية، إن التجربة الفضائية لدراسة الأوزون بشراكة مع جامعات مكسيكية وجامعة هندية تضم حوالي 14 مشروعا علميا، توجد ضمنها أربع تجارب من المغرب، وهي سابقة بالنسبة إلى دولة عربية. وأورد مدير المؤسسة الدولية، التي تهتم بدعم الأبحاث الفضائية، أن "التجربة المغربية يمكن لها أن تكون فريدة في المنطقة بعد إطلاق المغرب للقمر الصناعي محمد السادس، في حالة الاستثمار في الأبحاث الفضائية". وبدوره، قال محمد السعيدي، مديرENSIAS ، إن الجامعات المغربية تحتوي على كفاءات يمكن لها أن تسهم في تطوير مجال الأبحاث الفضائية والأقمار الصناعية، ولفت إلى أن المغرب يضم مسلكا جامعيا واحدا فقط متخصصا في تكنولوجيات الفضاء؛ "وهو الأمر الذي يتطلب تشجيع مثل هذه الاختصاصات اليوم، بعد اهتمام أعلى السلطات في البلاد بالقمر الصناعي محمد السادس".