في تجربة هي الأولى من نوعها بالمنطقة العربية، بصم طلبة المدرسة الوطنية العليا للمعلومات بالرباط على اختراع علمي جديد يهم إطلاق كبسولة فضائية مغربية من المكسيك لدراسة طبقة الأوزون والغلاف الجوي من حافة الفضاء، بعد أشهر من أول اتصال فضائي على مستوى الوطن العربي مع رواد الفضاء. وكشفت محمد السعيدي، مدير المدرسة الوطنية العليا للمعلومات، خلال ندوة صحافية اليوم الأربعاء بمقر المؤسسة التابعة لجامعة محمد الخامس، تفاصيل المشروع العلمي الجديد الذي أنجزه طلبة مهندسون في سلك ماستر "أنترنت الأشياء"، بدعم من مؤسسة الفضاء البريطانية KSF SPACE. وسيتم إطلاق "الكبسولة الفضائية" يوم الأربعاء المقبل من المكسيك وبدعم لوجستي من القوات الجوية المكسيكية، باستخدام منطاد فضائي يصل إلى حافة الفضاء بنحو 40 كيلومترا من سطح الأرض. وتحمل الكبسولة جزءا تجريبيا لقمر صناعي صغير يحمل مجسات صغيرة تم تصميمها في المدرسة العليا للمعلوميات بالرباط. وقال محمد كيالي، مدير مؤسسة الفضاء البريطانية، إن التجربة الفضائية لدراسة الأوزون بشراكة مع جامعات مكسيكية وجامعة هندية تضم حوالي 14 مشروعا علميا، توجد ضمنها أربع تجارب من المغرب، وهي سابقة بالنسبة إلى دولة عربية. وأشار الدكتور كيالي، في تصريح لهسبريس، إلى أن المؤسسة البريطانية تُريد من هذا الدعم الذي تقدمه إلى الطلبة المهندسين المغاربة أن تُلفت انتباه المؤسسات الحكومية المغربية إلى أهمية تشجيع مراكز الأبحاث والمختبرات الجامعية لتقديم دعم مادي وتقني للأبحاث العلمية في مجال الفضاء. وأورد مدير المؤسسة الدولية، التي تهتم بدعم الأبحاث الفضائية، أن "التجربة المغربية يمكن لها أن تكون فريدة في المنطقة بعد إطلاق المغرب للقمر الصناعي محمد السادس، في حالة الاستثمار في الأبحاث الفضائية". وبدوره، قال محمد السعيدي، مديرENSIAS ، إن الجامعات المغربية تحتوي على كفاءات يمكن لها أن تسهم في تطوير مجال الأبحاث الفضائية والأقمار الصناعية، ولفت إلى أن المغرب يضم مسلكا جامعيا واحدا فقط متخصصا في تكنولوجيات الفضاء؛ "وهو الأمر الذي يتطلب تشجيع مثل هذه الاختصاصات اليوم، بعد اهتمام أعلى السلطات في البلاد بالقمر الصناعي محمد السادس". وأشار السعيدي إلى أن تكنولوجيات الفضاء باتت اليوم في كثير من الدول الصاعدة تخلق فرص شغل، بعد اهتمام مقاولات عالمية بالأطر التي تهتم بهذه الأبحاث العلمية. من جهتها، عبرت سفيرة المكسيك بالمملكة المغربية عن سعادتها بمشاركة المغرب في هذا المشروع الذي تشرف عليه القوات الجوية المكسيكية، وقالت إن بلادها فتحت مؤخراً المجال الجوي من أجل تشجيع الأبحاث في مجال الفضاء. الأستاذ المشرف على طلبة ماستر "إنترنت الأشياء" (Internet Of Things)، والذين أسهموا في هذا الاختراع، أبرز أن "المغرب لديه اليوم فرصة لاختراق المجال الرقمي بعدما تخلف عن الثورة الصناعية، خصوصا في المشاريع العلمية التي تفيد في تنمية البلد". ودعا الأستاذ الجامعي إلى الاهتمام بالمجال الرقمي والتكنولوجي، وقال إن "إنترنت الأشياء ستغزو البيوت المغربية في سنة 2030، الأمر الذي يجعل الفرصة مواتية من أجل الانطلاق وتشجيع الأبحاث والاختراعات في هذا المجال". يشار إلى أن "إنترنت الأشياء" هو مفهوم متطور لشبكة الإنترنيت، حيث ستصبح كل الأشياء مرتبطة بالإنترنيت أو ببعضها البعض لإرسال واستقبال البيانات لأداء وظائف محددة من خلال الشبكة العنكبوتية. وتظهر الدراسات أن حجم سوق "إنترنت الأشياء" سيكون، بحلول 2020، أكبر من سوق الهواتف المحمولة وأجهزة الحاسوب والأجهزة اللوحية، إذ من المرتقب أن ستصل عدد أجهزة "إنترنت الأشياء" إلى 35 مليار جهاز متصل بالإنترنيت.