كشف الأطباء عن دواء جديد ومبتكر قد يحد من النوبات القلبية والسكتات الدماغية عن طريق خفض الكولسترول “الضار” إلى مستويات غير مسبوقة. وتبين نتائج التجارب الدولية الكبيرة التي أجريت على 27 ألف مريض، أن الدواء قد يتوفر قريبا للاستخدام من قبل الملايين. وقالت منظمة القلب البريطانية إن النتائج تعد تقدما كبيرا في مجال مكافحة القاتل الأكبر في العالم، حيث يموت 15 مليون شخص سنويا جراء الإصابة بنوبات القلب أو السكتة الدماغية. ويعتبر الكولسترول الضار العنصر “الشرير” في عالم القلب، حيث يؤدي إلى انسداد الأوعية الدموية وبالتالي منع الأوكسيجين من الوصول إلى القلب والدماغ. لذا يتناول الملايين من البشر أدوية الستاتين للحد من كمية الكوليسترول الضار. ويعمل الدواء الجديد المبتكر، evolocumab، على تغيير طريقة خفض الكبد للكوليسترول الضار، حيث يقول البروفيسور، بيتر سيفر، من جامعة إمبريال كوليدج في لندن: “إن هذا الدواء أكثر فعالية من العقاقير الأخرى المخفضة للكوليسترول”. وقام الباحثون بإجراء التجارب في بريطانيا بتمويل من شركة الأدوية، Amgen. وأضاف البروفيسور سيفر: “كانت النتيجة النهائية مثيرة للاهتمام، مع انخفاض الكولسترول في الدم إلى مستويات لم نشهدها في تاريخ الطب سابقا. كما سيشهد المرضى انخفاضا في نسبة خطر الإصابة بالنوبات القلبية بنسبة 20%، وهي النتيجة الأعظم التي توصلنا إليها على مدى ال 20 سنة الماضية”. ونُشرت هذه النتائج في دورية إنغلاند للطب، كما طُرحت في اجتماع الكلية الأمريكية لأمراض القلب. وأظهرت الدراسة أيضا، أن 74 مريضا ممن تناولوا الدواء مدة عامين، لم يتعرضوا لخطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. ويشبه، Evolocumab، الأسلحة المستخدمة من قبل النظام المناعي في مكافحة العدوى، حيث صُمم لاستهداف بروتين في الكبد يسمى “PCSK9”. ويُعطى الدواء المبتكر عن طريق الحقن في الجلد كل أسبوعين أو 4 أسابيع. وأوضح سيفر أن هذا الدواء ربما لن يكون بديلا للعقاقير المخفضة للكوليسترول، حيث يوجد أعداد ضخمة من الأشخاص ممن يعانون من وجود مستويات عالية للكوليسترول، وعلى الأرجح يحتاجون إلى أكثر من دواء للحد من هذه المستويات.