قال المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي علمي، مساء أمس الأحد بمراكش، إن عدة بلدان مازالت تواجه صعوبات في البحث عن أنظمة إحصائية وطنية قوية بما فيه الكفاية للمساهمة في معرفة أفضل لواقعها الاقتصادي وظروف معيشة سكانها. وأبرز في كلمة خلال افتتاح أشغال الدورة ال61 للمؤتمر الدولي للإحصاء المقامة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية ال21 من الشهر الجاري، أن العديد من بلدان العالم وخاصة الإفريقية منها، لم تفلح في تحقيق أهداف الألفية السبع للتنمية في أفق 2015 أو لا تتوفر بعد على نظام للمحاسبة الوطنية يستجيب للمعايير التي أقرتها لجنة الأممالمتحدة للإحصاء. وأضاف السيد الحليمي أنه في هذه البلدان التي تعاني من آثار التغيرات المناخية، يكشف الإحصائيون عن ضعف مهول في مساهمة الإحصاء البيئي ويشتكون بشكل خاص من غياب معطيات مرجعية موثوقة تسمح بتتبع ، في غياب توقعات، تدهور الأنظمة البيئية والاجتماعية التي تشكل أوساط عيش الساكنة المحكوم عليها أكثر فأكثر بالهجرة المناخية. وأكد، في هذا السياق ، على استعجالية تطوير فوري للإحصاء البيئي وولوج واسع للدول الإفريقية إلى فوائد ثورة المعطيات التي يشهدها العالم الحالي، مشيرا إلى أن هذا الأمر دفع بالمندوبية السامية للتخطيط إلى تنظيم ، على هامش هذا المؤتمر، حدثين أحدهما حول موضوع "أي مقاربات إحصائية لقياس البيئة وآثار التغيرات المناخية " والآخر حول "ثورة المعطيات في خدمة أهداف التنمية المستدامة". وأشار المندوب السامي للتخطيط، من جهة أخرى، إلى أن هذا المؤتمر يلتئم في سياق دولي يدعو إلى التفاؤل حيث أن الاقتصاد العالمي شرع في خروجه من أزمة استمرت تداعياتها لمدة طويلة ويطمح للعودة إلى مسار نمو أكثر استدامة. من جهته، أشار رئيس المعهد الدولي للإحصاء ، السيد بيدرو لويس دو ناسيمونتو، إلى أن العصر الحالي يتسم بولوج كبير لجميع أنواع البيانات الإحصائية التي تحلل مختلف الظواهر والقضايا المدروسة. واعتبر أن العلم المرتبط بالمعلومة الإحصائية يندرج في صلب الجهود المبذولة من أجل تطوير استراتيجيات التنمية والنماذج السوسيو اقتصادية لقياس التأثير على البعد البيئي . ويعرف هذا المؤتمر حضور ما يقارب ألفي مشارك من 120 دولة، يمثلون مختلف المعاهد الخاصة بالإحصاء وجمعيات الإحصائيين والجامعات، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص. ويتيح هذا اللقاء الدولي للمشاركين، خاصة من البلدان العربية والإفريقية، فرصة لتبادل التجارب والممارسات الجيدة وتثمين التقدم والإنجازات التي تحققت في مجال الإحصاء بهذه البلدان. و تتناول مواضيع المؤتمر، بالأساس التطورات الأخيرة، التي شهدها مجال الإحصاء والتخصصات ذات الصلة (الاحتمالات وسحب العينات وتحليل المعطيات والمعلوميات، وغيرها)، والإحصاءات الرسمية وتحديات تحديث المعطيات الإحصائية (الحكامة، والجودة، وغيرهما) والمناهج المبتكرة لتجميع واستغلال وتحليل ونشر المعطيات والابتكارات التكنولوجية واستخدامها في الأعمال الإحصائية، وأخيرا ثورة المعطيات والتحديات التي تطرحها للمجتمع الإحصائي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي. وسينشط محيط المؤتمر 22 رواقا تعرض فيه هيئات وطنية ودولية أنشطتها أمام العموم، إضافة إلى برنامج اجتماعي غني ومتنوع مرتقب لتمكين المشاركين من اكتشاف تاريخ المغرب وثقافته وكرم ضيافته ومزاياه السياحية، والأجواء المميزة لمدينة مراكش.