اختتمت مساء اليوم الجمعة بمراكش أشغال الدورة ال 61 للمؤتمر الدولي للإحصاء، الذي شكل فرصة لتبادل التجارب والممارسات الجيدة وتثمين التقدم والإنجازات التي تحققت في مجال الإحصاء على المستوى الدولي . وتميزت هذه الدورة التي نظمت على مدى ستة أيام بمبادرة من المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع المعهد الدولي للإحصاء تحت رعاية الملك محمد السادس، بحضور ما يقارب ألفي مشارك من 120 دولة، يمثلون مختلف المعاهد الخاصة بالإحصاء وجمعيات الإحصائيين والجامعات، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص . ودعا المندوب السامي للتخطيط أحمد الحليمي علمي، خلال الجلسة الختامية لهذه الدورة، إلى إحداث أكاديمية إفريقية للعلوم الإحصائية والاقتصاد التطبيقي، وإرساء تفكير من مستوى عال حول مفاهيم التنمية من أجل مطابقة المقاربات مع الواقع الإفريقي. وأشار أحمد الحليمي إلى أن مجال الإحصاء بإفريقيا في حاجة إلى مخطط رائد لتعزيز التنمية الذي تعرفها القارة، باعتباره آلية ضرورية لتنمية المنطقة والحفاظ على أمنها واستقرارها. من جهته، أكد الرئيس المنتهية ولايته للمعهد الدولي للإحصاء بيدرو سيلفا، أن هذه المؤسسة الدولية تدعم وتساند الدعوة الرامية إلى تطوير الاحصاء بإفريقيا، منوها بالجهود المهمة التي قامت بها المندوبية السامية للتخطيط واللجنة المنظمة والتي ساهمت في انجاح هذا المؤتمر بالمغرب. أما الرئيسة الجديدة للمعهد الدولي للإحصاء هيلين ماك جيليفراي ( أستراليا)، فأشادت، من جانبها، بالعمل الجيد الذي اضطلعت به اللجنة المنظمة لضمان النجاح لهذا الحدث العالمي، مشيرة إلى أن المشاركين في هذا المؤتمر أجمعوا على أهمية الالتقاء بين الفاعلين من مسؤولين ومهنيين في هذا المجال والتفاعل فيما بينهم في سبيل الرقي بهذا الميدان على مختلف المستويات. وتميز الحفل الختامي، بتسليم المندوب السامي للتخطيط وسام العرش من درجة فارس لكل من الأستاذين الباحثين بالمعهد الوطني للإحصاء والاقتصاد التطبيقي عبد الخالق التهامي، والعياشي باغاغا أنعم به عليهما الملك محمد السادس . كما عرف الحفل تقديم رئيس الإحصائيين الماليزيين موحد أوزير ماحدين، عرضا حول المؤهلات الاقتصادية والثقافية والبنيات التحتية التي يتوفر عليها هذا البلد الذي سيحتضن مابين 18 و23 غشت 2019 الدورة ال 62 للمؤتمر الدولي للإحصاء. وتناول المؤتمرون خلال هذا الحدث العالمي، مواضيع همت، بالأساس، التطورات الأخيرة التي شهدها مجال الإحصاء والتخصصات ذات الصلة (الاحتمالات وسحب العينات وتحليل المعطيات والمعلوميات، وغيرها)، والإحصاءات الرسمية وتحديات تحديث المعطيات الإحصائية (الحكامة، والجودة، وغيرهما) والمناهج المبتكرة لتجميع واستغلال وتحليل ونشر المعطيات والابتكارات التكنولوجية واستخدامها في الأعمال الإحصائية، وأخيرا ثورة المعطيات والتحديات التي تطرحها للمجتمع الإحصائي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي .