تستضيف مدينة مراكش ما بين 16 و21 يوليوز 2017، الدورة ال 61 للمؤتمر العالمي للإحصاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وكشف المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، أن هذه التظاهرة الكبرى، ستشهد مشاركة حوالي 1800خبير إحصائي من120 دولة، يمثلون مختلف المعاهد الخاصة بالإحصاء و جمعيات الإحصائيين والجامعات، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص. و أشاد المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، خلال ندوة صحافية عقدها بالمناسبة الأربعاء 28يونيو الجاري بالرباط، باستضافة المغرب لهذا المؤتمر الدولي الكبير، الذي قال إنها «تعكس مستوى الثقة التي تحظى بها المملكة المغربية». واعتبر أن هذه الدورة ستكون فرصة «حقيقية لإبراز بلادنا كواحدة من أفضل البلدان الرائدة في مجال الإحصاء على المستوى القارة الإفريقية والمنطقة العربية». وقال أحمد الحليمي إن الدورة ال61 من المؤتمر العالمي للإحصاء بمراكش ستشهد لأول مرة منح جائزة دولية بمثابة جائزة نوبل في هذا المجال، ستؤول للبريطاني دافيد كوكس، وهو أحد الإحصائيين المرموقين على الصعيد العالمي. وذكر أحمد الحليمي أن التظاهرة ستجمع ألفا و800 مشارك وستنظم خلالها 300 ورشة ستقدم خلالها حوالي ألف و300 مداخلة تتناول ما استجد في عالم الإحصاء من تقنيات ومواضيع، والإشكاليات الجديدة المطروحة في العالم، وعلى رأسها قضايا المناخ والتنمية المستدامة، إضافة إلى المقاربة الإحصائية لعدد من المواضيع الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. وإلى ذلك، ومن أهم الورشات التي تهم المغرب، أعلن أحمد الحليمي عن تنظيم ورشة خلال أشغال المؤتمر بحضور شخصيات علمية مهمة بشراكة مع رئاسة "كوب 22"، ستهم المقاربة الإحصائية لقياس آثار التغيرات المناخية وآثارها على الاقتصاد من ناحية الإنتاج والاستهلاك وغيرها، مشددا على أن العالم اليوم يتجه نحو ثورة رقمية تكتسح الاقتصاد وتعطي دورا أساسيا لقواعد البيانات، قبل أن يعود ويؤكد أن أهم تحد مطروح هو كيفية استعمال هذه المعطيات الإحصائية غير المحدودة على الصعيد العالمي في التنمية المستدامة. ومن المقرر أن يحضر أشغال المؤتمر العالمي للإحصاء شخصيات عالمية بارزة في مجال الإحصاء، يتقدمهم وزير الإحصاء وتنفيذ البرامج بالجمهورية الفيدرالية للهند، صداناندا كاودا، والكاتب المساعد المكلف بالشؤون الإحصائية بوزارة تخطيط التنمية والإحصاء القطرية، علي الكواري ، إضافة إلى المديرين العامين للمؤسسات الوطنية للإحصاء بعدد من الدول من طينة جون لوك طافيرني، المدير العام للمعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية بفرنسا، وكذا ممثلون عن مؤسسات دولية وجهوية من قبيل المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة وقسم الإحصاء التابع للأمم المتحدة، وفريق الخبراء الدولي المعني بتغير المناخ، وبرنامج الأممالمتحدة للبيئة، والبنك الدولي، والبنك الإفريقي للتنمية، واللجنة الاقتصادية لأوروبا، واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية ومركز الإحصاء للإتحاد الأوروبي. وسيعرف المؤتمر تنظيم 152 جلسة للضيوف (498 مداخلة) و87 جلسة تتناول مواضيع خاصة (327 مداخلة) و65 جلسة للمداخلات الحرة (449 مداخلة) و30 جلسة نقاش على شكل موائد مستديرة. وبمجموع 334 جلسة، سيقدمها باحثون من مختلف المشارب 1274 مداخلة، من بينهم 92 باحث مغربي، ضمنهم 33 من أطر المندوبية السامية للتخطيط. أما بخصوص المواضيع، التي سيتم التركيز عليها، فستهم بالأساس التطورات الأخيرة، التي شهدها مجال الإحصاء والتخصصات ذات الصلة (الاحتمالات وسحب العينات وتحليل المعطيات والمعلوميات، إلخ.)، والإحصاءات الرسمية وتحديات تحديث المعطيات الإحصائية (الحكامة، الجودة، الخ.) والمناهج المبتكرة لتجميع واستغلال وتحليل ونشر المعطيات والابتكارات التكنولوجية واستخدامها في الأعمال الإحصائية وأخيرا ثورة المعطيات والتحديات التي تطرحها للمجتمع الإحصائي على المستوى الوطني والإقليمي والدولي، إضافة إلى تنظيم المندوبية السامية للتخطيط، بشراكة مع اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة، لقاءا يضم المديرين العامين للأجهزة الوطنية للإحصاء بالدول الإفريقية، والذي يهدف إلى إطلاق مبادرة التفكير والتحضير لتنظيم ندوة في 2018 بالمغرب، حول موضوع «دور الإحصاء في مسلسل اندماج بإفريقيا». كما يندرج هذا اللقاء في إطار دينامية الانفتاح الجديدة لبلدنا على محيطه الإفريقي وتقوية روابط التعاون في مختلف الميادين مع البلدان الإفريقية، والذي سيشارك فيه إضافة إلى المديرين العامين بالمعاهد الوطنية للإحصاء، ممثلون عن مؤسسات دولية وجهوية معنية بهذا الموضوع ومنها على الخصوص لجنة الاتحاد الإفريقي والبنك الإفريقي للتنمية والمرصد الاقتصادي والإحصائي جنوب الصحراء والمجموعات الاقتصادية الإقليمية للإتحاد الإفريقي. من جهة أخرى سيحظى الإحصائيون الشباب بالمشاركة في سلسلة ورشات من التكوين على شكل قصيرة المدة، بهدف تعزيز قدراتهم و كفائتهم في هذاا لمجال، بحيث سنتنظم جامعة (مبادرة أوكسفورد حول الفقر و التنمية البشرية) والتي سيتمحور حول موضوع المدرسة الصيفية و تقنيات قياس الفقر متعدد الأبعاد ابتداءا من 3 يوليوز إلى غاية 15 منه، لفائدة 150 مشاركا ينتمون ل 20 دولة بشراكة مع المندوبية السامية للتخطيط، ودورات أخرى إقليمية و قارية. وسيختم المؤتمر أشغاله يوم الجمعة 21 يوليوز 2017 بمراكش،بتنظيم حفل رسمي بمنح وتسليم الجائزة الدولية للإحصاء التي تم إحداثها لأول مرة، إلى البروفسور ديفيد كوكس، الإحصائي البريطاني المتميز عن عمله حول نموذج تحليل المعطيات المتعلقة بالبقاء على قيد الحياة .