دعا مدراء معاهد الاحصاء الوطنية، اليوم الخميس بمراكش، إلى جعل الإحصاء رافعة قوية لبناء نموذج تنموي إفريقي يعتمد على المؤهلات الذاتية، لخدمة الاندماج الاقتصادي الإقليمي. وشددوا خلال الاجتماع الذي نظمته المندوبية السامية للتخطيط واللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة حول موضوع « دور الإحصاء في إدماج إفريقيا » على هامش أشغال المؤتمر الدولي للإحصاء ( مابين 16 و21 يوليوز الجاري)، على أهمية العمل الذي ينبغي أن تتحمله المعاهد الوطنية للاحصاء الإفريقية من أجل تأمين الدور المركزي للإحصاء في قياس وتتبع وتقييم تفعيل منسجم للأهداف التي التزمت بها بلدانهم برسم أجندة 2063 لتنمية إفريقيا والخطة الدولية للتنمية المستدامة 2030. وفي هذا الإطار، استعرض المسؤولون عن الإحصاء بإفريقيا، الوضعية الراهنة لهذا المجال بالقارة، على ضوء تجاربهم وطموحهم المشترك للرقي بهذا الميدان إلى المستوى المنشود، وذلك لمواكبة المجهودات المبذولة من طرف بلدانهم بغية تحقيق، على المدى البعيد، الرخاء الاقتصادي والرفاه الاجتماعي والتنمية الثقافية لشعوبها. وأعربوا عن أملهم في أن ينعقد بالمغرب سنة 2019، المؤتمر المقبل لمدراء المعاهد الوطنية الإفريقية للإحصاء، وذلك بمبادرة من المندوبية السامية للتخطيط واللجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للأمم المتحدة. وبهذه المناسبة، أوضح المندوب السامي للتخطيط السيد أحمد الحليمي علمي، أن إفريقيا، التي انخرطت في عدة أجندات إقليمية أو دولية، مطالبة بإعداد إحصاء بمعايير دولية مما من شأنه العمل على تعزيز مصداقيتها من أجل الاندماج الإفريقي الذي يبقى أحد الانشغالات الكبرى لكل بلدان القارة. وأشار السيد الحليمي إلى الدور الهام للمعطيات الإحصائية ذات الجودة في تتبع وتقييم تنفيذ الأهداف التي التزمت بها البلدان في إطار الأجندات الخاصة بالتنمية، داعيا إلى تكثيف اللقاءات بين مختلف المؤسسات الإفريقية، من أجل بلورة تعاون مثمر. من جهتها، اعتبرت الكاتبة التنفيذية المساعدة للجنة الاقتصادية لافريقيا التابعة للأمم المتحدة، المكلفة بنشر المعرفة، السيدة جيوفاني بيها، أن هذا اللقاء يروم التفكير حول التحديات والرهانات المتعلقة بتأهيل الأنظمة الوطنية للإحصاء وحول الدور الذي يمكن أن تضطلع به هذه الأنظمة في إدماج إفريقيا. وأكدت أن اللجنة الاقتصادية لإفريقيا التابعة للأمم المتحدة حريصة على مواصلة دعمها لتنمية الإحصاء بالقارة السمراء في مجالات هامة مرتبطة بالتحول الاقتصادي والاندماج الإقليمي من خلال وضع برنامج إحصائي شامل يمتد على مدى أربع سنوات، معربة عن قناعتها بأن الإندماج العميق للقارة يعتبر رافعة قوية لتسريع التحول الاقتصادي للقارة. من جانبه، أكد رئيس قسم تعزيز القدرات الإحصائية بالنبك الإفريقي للتنمية السيد لاوسون فيصو إيميسان، أن البنك الإفريقي للتنمية مستعد للعمل مع البلدان الإفريقية وشركاء آخرين لتقوية النظام الإحصائي بإفريقيا، ومواكبة هذه البلدان في وضع أجندات إفريقية للتنمية. كما أشار إلى الأهمية التي يكتسيها تحديث المعطيات الإحصائية وجعلها تتوافق مع الإستراتيجيات الوطنية والإقليمية، بالإضافة إلى البرامج الهادفة إلى معالجة قيمة المعطيات الإحصائية الرسمية على مختلف المستويات. تجدر الإشارة إلى أن الدورة ال61 للمؤتمر الدولي للإحصاء، المنظمة من قبل المندوبية السامية للتخطيط بشراكة مع المعهد الدولي للإحصاء تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس ، تعرف حضور ما يقارب ألفي مشارك من 120 دولة، يمثلون مختلف المعاهد الخاصة بالإحصاء وجمعيات الإحصائيين والجامعات، ومراكز الأبحاث، إضافة إلى المؤسسات الجهوية والدولية والقطاع الخاص .