وقعت المندوبية السامية للتخطيط والمعهد الدولي للإحصاء، أمس الجمعة بمراكش، مذكرة تفاهم تتعلق بتنظيم الدورة الحادية والستين للمؤتمر العالمي للإحصاء سنة 2017 بالمدينة الحمراء. ووقع هذه الاتفاقية المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي، ورئيس المعهد الدولي للإحصاء، فيجايان نايير. ويعد المؤتمر العالمي للإحصاء، الذي يعقد مرة كل سنتين، أحد الأنشطة الرئيسية التي ينظمها المعهد الدولي للإحصاء، والتي تشكل مناسبة بالنسبة للهيئات والجمعيات واللجان الأعضاء في هذه الشبكة للالتقاء ومناقشة ودراسة مختلف الجوانب المرتبطة بهذا المجال. وأكد الحليمي، في كلمة بالمناسبة، أن المؤتمرات العالمية للإحصاء تعتبر من أهم الأنشطة الإحصائية التي يشرف عليها المعهد الدولي للإحصاء، باعتباره شبكة دولية مرموقة تضم بين أعضائها أبرز الإحصائيين في العالم والعديد من المؤسسات الإحصائية الوطنية والدولية، مضيفا أن المؤتمر يمثل فرصة لمختلف المتدخلين في هذا المجال لتدارس آخر المستجدات المنهجية والتطبيقية في هذا المجال والاستفادة من الممارسات الجيدة على المستوى الدولي. واعتبر أن اختيار المغرب لاحتضان هذه التظاهرة العلمية المتميزة يعد تأكيدا لما يتمتع به النظام الإحصائي الوطني من ثقة لدى المجموعة الإحصائية الدولية، بالنظر لما تحقق له من تقدم وتميز خلال ال50 سنة من عمره والتزامه في إنتاج المعلومة الإحصائية بالمعايير التي تعتمدها اللجنة الإحصائية لهيئة الأممالمتحدة. وأضاف أن اختيار مراكش لعقد هذه الدورة يعد تأكيدا للمكانة المتميزة التي أضحت تحظى بها هذه المدينة العريقة على الصعيد الدولي، وقدرتها على تنظيم تظاهرات عالمية كبيرة. وسعيا لتوفير كافة الظروف والإمكانيات اللازمة لإنجاح هذا المؤتمر، شرعت المندوبية السامية للتخطيط، يقول الحليمي، في انجاز برنامج تحضيري متكامل، موضحا أنه يتم حاليا التنسيق بين المندوبية ورئاسة الحكومة من أجل إحداث مختلف اللجان التي ستوكل إليها مهمة الإشراف وتتبع الجوانب التنظيمية. وأشار، من جهة أخرى، إلى أن المندوبية شرعت في انجاز حملة واسعة للتواصل مع الإحصائيين المغاربة العاملين سواء في مختلف مؤسسات النظام الوطني الإحصائي أو في الجامعات والمعاهد العليا ومراكز البحث، وذلك من أجل تحسيسهم بأهمية هذا المؤتمر وحثهم على المشاركة الفعالة في أشغاله لإبراز المساهمة المغربية في تطوير المناهج الإحصائية والممارسات الجيدة في هذا المجال. من جهته، أبرز رئيس المعهد الدولي للإحصاء أن مراكش تعد المدينة الإفريقية الثالثة التي تحظى بشرف احتضان هذا المؤتمر، الذي يشكل فرصة بالنسبة للمغرب والبلدان الإفريقية على حد سواء لإبراز بحوثهم في مجال الإحصاء وتشجيع الممارسات الفضلى في هذا المجال بهذه المنطقة من العالم. وأضاف أن المؤتمر يتيح ، أيضا، فرصة سانحة للمشاركين لأخذ فكرة عن ثقافة وحضارة المغرب وتقاليده العريقة. وأشار، من جانب آخر، إلى أن مؤتمر مراكش يرتقب أن يشهد مشاركة أزيد من 2500 مشارك من 141 بلدا، مضيفا أن أشغال وأنشطة هذا المؤتمر ستغطي العديد من الجوانب ذات الصلة بمجال الإحصاء. من جانبه، أكد والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، عبد السلام بيكرات، أن اختيار المغرب ومدينة مراكش لاحتضان هذا المؤتمر العلمي الهام يعكس المكانة التي تحتلها المملكة كأرض للقاءات الدولية من مستوى عال. ويعد المؤتمر العالمي للإحصاء من بين أهم أنشطة المعهد الدولي للإحصاء ويمثل فرصة تجتمع فيها مكونات المجتمع الإحصائي الدولي لمناقشة التطورات الأخيرة التي يعرفها مجال الإحصاء، ولتبادل الممارسات الجيدة في هذا المجال، التي تم تطويرها في جميع أنحاء العالم. ويعد المعهد الدولي للإحصاء شبكة عالمية مرموقة تضم بين أعضائها أبرز الإحصائيين في العالم والعديد من المؤسسات الدولية والجهوية والوطنية، ويتعزز تأثيره الدولي من خلال الأنشطة الإحصائية للجمعيات السبع التابعة له، بما فيها الرابطة الدولية للإحصاءات الرسمية. يذكر أن أول مؤتمر نظم في روما سنة 1887 كما نظمت أحدث المؤتمرات في كل من دبلن سنة 2011 وفي هونغ كونغ سنة 2013، في حين سيعقد المؤتمر القادم في ريو دي جانيرو سنة 2015.