لا تجد المئات من الأسر الشعبية بمدينة مراكش، في فصل الصيف، سوى الارتماء في النافورات التي أحدثها المجلس الجماعي للمدينة بعدد من الشوارع، وأبرز تلك النافورات، نافورة المركز التجاري المزار بمراكش في الطريق إلى أوريكة، والتي تحولت إلى مسبح مفتوح لأطفال فقراء الأحياء المجاورة للمزار وأسرهم، ممن لا يجدون الإمكانيات المادية للسفر نحو المدن الساحلية، حيث البحر، هربا من درجة الحرارة المرتفعة التي تعرفها مدينة مراكش، في الآونة الأخيرة، كما تفعل الأسر الميسورة والتي تفضل عادة التوجه نحو مدن الشمال. وتضطر مجموعة من الأسر المراكشية رفقة أطفالهم إلى قطع مسافة طويلة مشيا على الأقدام للوصول من مقر سكناهم إلى مكان نافورة المزار، التي يُقبل عليها الكثيرون خصوصا بالليل، في غياب مسابح شعبية للفقراء، خصوصا أن جل المسابح المتواجدة بمراكش تعرف إقبالا كبيرا للأسر المتوسطة، لكن ارتفاع تذكرة الولوج إليها، وغلاء أسعار الاستهلاك بها يمنع المئات من الأسر الفقيرة بالمدينة من الاقتراب منها.