لقي شاب يبلغ من العمر 24 سنة، بداية الأسبوع الجاري، حتفه غرقا في بركة مائية لبناية عشوائية بحي سيدي الهادي بمنطقة بنسودة بفاس. وهي بركة سبق أن كانت موضوع شكايات وتقارير سابقة لمستشارين جماعيين. وكان هذا الشاب الذي يزاول مهنة النجارة قد لجأ، أمام الارتفاع المفرط للحرارة في المدينة، إلى هذه البركة الآسنة التي تشبه المسبح المفتوح في غياب المسابح البلدية، والتي تكونت نتيجة فيضان سابق شهدته هذه المنطقة التي تعرف بكونها من المناطق غير الصالحة للبناء في المدينة. وكانت السلطات المحلية قد تدخلت لوقف أشغال هذه البناية، وبقي وضعها على حاله، بالرغم من أن موضوعها طرح في آخر دورة لمقاطعة بنسودة التي يحكمها الاستقلاليون، وأمر رئيس المقاطعة بتشكيل لجنة خرجت لمعاينة وضعها، ولم تتخذ أي إجراءات وقائية. ووصف تقرير سابق ما يجري في منطقة بنسودة من اختلالات في البناء ب«السيبة» العمرانية، ودعا إلى وقف هذه «الكارثة» العمرانية التي أسفرت عن انهيار عدد من العمارات التي كانت في طور البناء، كما أسفرت عن انهيار جزء من عمارة سكنية تعود لإحدى الشركات المعروفة في مجال العقار. وشهدت مدينة فاس، خلال الأسابيع الأخيرة، حالات غرق صادمة، فقد غرق شاب يوم الأحد الماضي في إحدى النافورات بوسط المدينة. وقالت المصادر إن الشاب الذي يبلغ من العمر 35 سنة، وهو مساعد تاجر، أصيب بصعقة كهربائية في هذه النافورة التي توجد بالقرب من محطة القطار والتي تعاني من اختلال كهربائي. وفي الوقت الذي تفضل نخبة المدينة قضاء الصيف في مدن ساحلية، وينتقل أبناء الأسر الميسورة إلى مسابح خاصة غالية الثمن، فإن فقراء الأحياء الشعبية لا يجدون أمامهم أمام ارتفاع الحرارة، وغياب المسابح البلدية، سوى النافورات والبرك المائية، والوديان التي يختلط فيها الماء الصالح للشرب بقنوات الواد الحار. وقبل حادث النافورة، لقي شاب آخر حتفه بمسبح نادي الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بحي السعادة . وذكرت المصادر بأن الشاب الذي يبلغ حوالي 14 سنة، لم يتمكن من النجاة في مسبح خال من المنقذين والمراقبين.