يعتزم مهنيو القطاع السياحي بالمدينة الحمراء تعزيز مكانة منتوجهم في السوق السياحية الإيبيرية، وذلك عبر مجموعة من المبادرات اتخذها، مؤخرا، المجلس الجهوي للسياحة، والتي تستهدف أساسا السوق الإسبانية باعتبارها ثالث سوق أوروبية لمراكش من حيث التدفقات والمبيتات الأجنبية. وأكد المجلس الجهوي للسياحة بمراكش بأنه فضلا عن عامل القرب والمؤشر التصاعدي للتدفقات السياحية الإسبانية على مدى الخمس سنوات الماضية، وبالرغم من انعكاسات الظرفية الاقتصادية العالمية الراهنة على السياحة الدولية بصفة عامة، خاصة بالنسبة لبلدان الاتحاد الأوروبي، ومن بينها إسبانيا والبرتغال، فإن الأمر يستوجب العمل على تصريف منتوج مراكش عبر مثل هذه المبادرات في هذين السوقين، وذلك قصد الحفاظ على مكانته، أو ضمان استقراره على الأقل في وتيرة معقولة. وإزاء آثار الأزمة على الحركة السياحية بحوض المتوسط، سجلت خلية السوق الإسبانية بالمجلس، في لقاء صحفي عقد بمراكش على هامش الزيارة الاستطلاعية لمجموعة من المنعشين السياحيين الإسبان (من28 ماي الماضي إلى فاتح يونيو الحالي)، أن وضعية المغرب، ومراكش بالتحديد، ستكون "أحسن حالا من أوضاع منافسيه" من بلدان جنوب الضفة المتوسطية. وبلغة الأرقام، أوضحت بيانات خلية السوق الإسبانية أن تراجع الحجوزات عبر كل المتعهدين لن يتجاوز 7 إلى 10 في المائة بالنسبة للمغرب وخاصة وجهة مراكش، بينما سوف يتراوح هذا التراجع ما بين 30 و60 في المائة بالنسبة لباقي المنافسين باستثناء تونس التي تطبق سياسة تنافسية في مجال أسعار الطيران. وأضافت أنه بفضل معادلة الموازنة من خلال دينامية "الباكدجينغ" وتطبيق التسعيرة المنخفضة للنقل "لاوكوست"، فإن حصيلة هذه السنة لن تكون أقل من السنة الماضية حيث استقبلت المدينة الحمراء نحو110 آلاف سائح إسباني بما يمثل 310 آلاف ليلة سياحية، خاصة وأن شركة الطيران الإسبانية "أندلوسيا" ستشرع قريبا في ربط مدينتي إشبيلية ومالقة بمراكش إضافة إلى خط مباشر سيربط العاصمة البرتغالية (لشبونة) بمراكش. وفي هذا الصدد، ذكر توفيق المديحي رئيس الخلية أن المجلس الجهوي للسياحة بمراكش نظم مجموعة من التظاهرات في شهر ماي المنصرم شملت مدن اشبيلية ومدريد وبلنسية وبرشلونة استهدفت تعريف المنعشين الإسبان بمختلف مؤهلات وخصوصيات منتوج مراكش والوحدات الفندقية الجديدة التي جاءت لتعزز إشعاعه الدولي. وحسب المصدر ذاته فإن المجلس يعتزم ضمن خطة "خبراء المغرب" مواصلة مبادراته في اتجاه السوق الإسبانية، انطلاقا من شهر يوليوز المقبل، بتنظيم تظاهرات مماثلة بمدريد في مجال الطبخ المغربي والثقافة والفنون والصناعة التقليدية. ويستفاد من إحصائيات المجلس الجهوي للسياحة بمراكش أن تدفقات السوق الإسبانية، المتميزة سنويا بتنقل سبعة ملايين شخص في رحلات دولية و11 مليون شخص في رحلات داخلية، عرفت على مدى 12 سنة الأخيرة تطورا بوتيرة 1.5 في المائة مقارنة مع باقي تدفقات بلدان الاتحاد الأوروبي نحو المغرب وخاصة وجهة مراكش.