انطلقت اليوم الاثنين بمراكش أشغال الدورة الرابعة لملتقى الطرق الجوية بإفريقيا "روت أفريكا" الذي يشكل مناسبة سنوية لشركات ومهنيي الطيران والمطارات في العالم قصد تدارس التحديات المطروحة في مجال الطيران المدني وخاصة فيما يتعلق بفتح خطوط جوية جديدة. ويشارك في هذه الدورة، التي ينظمها المكتب الوطني للمطارات بتعاون مع المجلس الدولي للمطارات بمنطقة القارة السمراء، نحو 30 شركة للطيران المدني وتدبير المطارات ينتمون إلى أوروبا وكندا وإفريقيا والعالم العربي. وفي كلمة ألقيت بالمناسبة نيابة عن وزير التجهيز والنقل كريم غلاب، سجل عبد النبي منار مدير الطيران المدني أن الأجواء المغربية عرفت خلال الأربع سنوات الماضية تضاعف عدد الفاعلين لينتقل من 22 إلى 44 شركة للنقل الجوي. وفيما يتعلق بالاستثمارات، ذكر الوزير بأن سياسة تحرير الأجواء المغربية مكنت من خلق ثلاث شركات طيران مغربية جديدة هي "أطلس بلو" و"جيت فوريو" و"إير أرابيا المغرب" بينما يتوقع أن تشرع شركة مغربية رابعة "رام إيكسبريس" في مباشرة عملها في غضون الشهر الحالي. كما ذكر بأن هذا التطور واكبه برنامج استثماري للمكتب الوطني للمطارات بلغ حتى الآن 3.7 مليار درهم، ومن المتوقع أن يصل إلى 8.6 مليار درهم بالنسبة للفترة الممتدة من 2008 إلى 2012، مبرزا أن القدرة الاستيعابية للمطارات المغربية انتقلت من 9 11.9 مليون مسافر إلى 26 مليون سنة 2008 ونحو 36 مليون مسافر في أفق 2012 . وأضاف أنه من أجل ضمان تنمية مستدامة لقطاع النقل الجوي فقد تم تخصيص حصة هامة من هذه الاستثمارات لتقوية تدابير أمن وسلامة الطيران المدني الذي يحظى بالأولوية في السياسة الحكومية، مبرزا أن المغرب عازم على تقاسم نتائج استراتيجيته في هذا المجال مع البلدان الإفريقية حيث بادر إلى عقد عدد من اتفاقيات التعاون التقني مع مجموعة من البلدان الصديقة من أجل تجاوز التحديات الراهنة وتأمين جودة وفعالية النقل الجوي في القارة السمراء على وجه الخصوص. ومن جانبه، أبرز عبد الحنين بنعلو المدير العام للمكتب الوطني للمطارات أن القارة الإفريقية، الغنية بمواردها البشرية والطبيعية من المغرب إلى الرأس الأخضر، تشكل محطة مغرية بالنسبة للزوار الذين لم يكتشفوا خباياها بعد. وأشار بنعلو إلى أن المغرب اليوم يعد بوابة إفريقيا المنفتحة على العالم، لكنها تظل رهينة تطور وجودة وأمن وسلامة حركتها الجوية. ونوه بشركات الطيران المدني المختلفة المتواجدة بالقارة الإفريقية وبالاهتمام الذي توليه لهذه القارة من خلال الربط الجوي الذي تقيمه والذي يساهم بشكل مباشر في الرفع من المستوى الاقتصادي والاجتماعي للقارة السمراء. وأضاف أن هذا اللقاء يعد مناسبة للمهنيين في مجال الطيران المدني لتبادل الخبرات والتجارب والاتصال، إلى جانب عقد شراكات واتصالات مباشرة واتفاقيات تجارية مع كافة الفاعلين في ميدان الملاحة الجوية. أما ألكسندر سترال ممثل المجلس الدولي للمطارات بمنطقة إفريقيا فأبرز أن القارة الإفريقية ستعرف في أفق سنة 2010 استثمارات لتطوير البنيات التحتية للمطارات ستصل إلى عشرة ملايير دولار، موضحا أن دول إفريقيا الجنوبية ومصر المغرب وتونس ستعرف ارتفاعا بنسبة 70 بالمائة في حركة المسافرين في أفق سنة 2027 . ويجسد انعقاد هذا الملتقى بالمغرب للمرة الثانية أهمية الدور الفاعل الذي يضطلع به المكتب الوطني للمطارات كعضو حيوي في حظيرة المجلس الدولي للمطارات بمنطقة إفريقيا، وقطب جهوي لاحتضان الملتقيات وتبادل التجارب والخبرات من أجل تنمية النقل الجوي وأنشطة المطارات. ويتوخى المكتب الوطني للمطارات من المشاركة في هذا الملتقى إنعاش "وجهة المغرب" من خلال تكثيف اللقاءات مع العديد من شركات الطيران وعبر التدابير التحفيزية الرامية إلى خلق خطوط جديدة أو تعزيز أخرى قائمة. وفي هذا السياق، سيعرض المكتب الوطني للمطارات برنامجه الإصلاحي والتنموي في هذا المجال والذي يتضمن مجموعة من الامتيازات التي من شأنها أن تستأثر باهتمام زبنائه وكذا تقوية القدرات التنافسية للمغرب في ميدان السياحة على الصعيدين الجهوي والقاري. وعلى هامش هذا الملتقى، تم تخصيص فضاء واسع لعدد كبير من المقاولات المرتبطة بقطاع الطيران لتمكينها من عرض ما يتوفر لديها من مستجدات المنتوجات والخدمات.