والمرأة "الحُرَّة" كانت في وقتٍ مضى.. تتقن فن المبارزة والقتال، ولا تجد في نفسها حرجا -إن تطلَّب الأمر- من أن تحمل سيفا وترميَ سهما وتركب خيلا.. بل إن طبيعةَ زمانٍ كثُرت فيه الفتن والغزوات والفتوحات والحروب والصراعات حول الممالك؛ لا يقتضي منها إلا مثل ذلك! وهي مع ذلك؛ كانت ملتزمة بحجابها! ولم نسمع أنَّ واحدة منهن قالت: وقد كان الحجاب والعباءة يعيقان حركتي فكنت أنزعمها في ساحة القتال…! وإنها لدعوى خطيرة ولم نسمع منهن مثلُ ذلك قطُّ! ثم إنك اليوم تجدها نازعة لحجابها، وعليها ثوبٌ لائط يكاد يُفتَق من شدة لصوقه بلحمها.. بحجة أن ذاك "لباس عملي" ويخول لها "الحركة بشكل أسرع" وأن "الله غفور رحيم" وأن "الإيمان في القلب" وووو.. ومع كل هذا، فهي تخاف من النحلة والنملة وحتى من القطة الصغيرة… وإن رأت "صرصورا" صرخت صرخة يشهد لدَوِيِّها أهل السماوات والأرض؛ فإن أرادت الهرب منه لمحَت خيالها على الأرض فحسِبَتهُ جنِّيا أو خيالَ سارقٍ قد اقتحم منزلها.. فأُغمي عليها.. ومنذ ذلك الحين وهي تمتنع من البقاء لوحدها في بيتهم.. ثم تأتي إلى صفحتها في "فيسبوك" وتكتب: ((تشعُر بالخوف!!!)). … ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإنا لله وإنا إليه راجعون. ورضي الله عن ((أم عمارة نسيبة بنت كعب المازنية))، التي قال فيها رسول الله صلى الله عليها وسلم: ((ما التفتُ يمينا ولا شمالا يوم أُحُد إلا وأنا أراها تُقاتل دوني)).