1 استقواء الكلام على الكلام؛ كاستقواء النار على النار. الهواء يختبئ اندثاراً في لا هواء، هنا،هناك، حيث لا ماءٌ،لا مكانٌ، حتى لا يبقى أيُّ هواء، وإمّا يفنى هواي فيك، أنت الفناء. هو ذا الاستقواء. أو بقعة من أرض لم تسكنها أي أرضٌ قبلها. لم تعطش إلا لِفاها، كي لا تنال أبدا سواها. ما تسمَّت بعدُ، أو ستتسمّى بمحض تخمين، هلوسة، خيالاً، أو محضَ افتراء. 2 لِمَ لا أجرب الكلام عما أريد، من غير ما أريد، أو حتى باحتراق إرادتي في الرماد. فالنار مشتعلة، مذ متى؟ كأنيَّ لا أعلم المتى، وما أتى قدام عينيَّ، شئت أو أبيت هو ما أتى. لم لا؟ 3 لِمَ لا أجرب لفحَ النار بعد قدح الزناد،وصهد الفؤاد، حتى حريق المنتهى؟ ثم ما هو المنتهى، غير أن النار هي اللغة القصوى، والهشيم احتراق الخُطى، أم المدى سراب زائلٌ وسُدى؟ 4 من أنا لأقول أنا؟! والكلام،هل يسيل من شفتيَّ،على طرف اللسان، سواء جاء دويّا أم ذوى؟ سوف أدغدغ أوهامي، تهدهدني المُنى، فأسَمِّيه الهوى،وأنا قاب قوسين من الرّدى. ردََى من يا ترى؟ الشذى الفاغم من طلعِها؟ نثيثُ المسك بين فرعك والدُّجى؟ أم قامة الدنيا هوَت من غير أن أبصرها محض طيف، فمتى كان البدء حتى تعرف،أو تعلن أنت، المنتهى؟! 5 غلواء! كلُّ ما أنت فيه، ما من أنا لأقوله، أو أتسمّى باسمه وأوصافه؟؛ تُرانا ليس إلا غُلواااااء؟! كيف أعود وأستجمع المضى، الكلم الموزع بين الطلقة،ا الشظية، اللحم الموهّج؟ أ أو ما أخال أسمعه فرط انفراط وصدى؟ أتكون الشهوة القصوى ما ركبنا،وأنا لجيادي؟ لكل جوادٍ أبدا صهوةٌ، لكل فارس كبوة. أما الصهيل،من تراه يحدُّه، يسكته، من يفني الهوى،لا أنت ولا أنا؛ غلواااااء؟! 6 أم تكون الكائن المبجل بين وقتين،عمرين: لا واحدٌ أيقنتُه،لا منتهى أدركتُه، لا واحدٌ بينهما ينجدني، لن ينجدني، أو وحّدته، ويحه لو يعرفني، كيف بَعده دِينٌ، ودَيْنٌ، كيف بربك ُأشركه؟! 7 قد تغالى وجهه، تعالى ظله، تمادى تباعد، تشاسع، كيف يُطال اللا يطال، حسبناه بيرقا خادعا، شهابا خارقا في السماء. قد، وقد، حرف تحقيق، وهو موج عقيق، حبٌّ شقيق، عنبرٌ يذكو في الطريق، هكذا خلتني كل وقت أحضنه، فأسمِّيه الصباح، يطويني المساءَ مضجعُه. غلوااااء! 8 وقد، في قَدَحٍ شربناه معاً، وماءٍ سرى، بيننا، كم جرى، نبعُه دافقٌ كان، تامّةٌ، أم لا ترى؟! وإلا فالبلل، فاضحٌ رشحُه، وسأبقيك غزالي عندي غزالاً، سبيْتني، سأسبيك، ولو في الكرى. كيف تورّدُ خدك إثر كل صلاة ينكره، «(...) والصورة، أنك مفرده»! 9 لا مناص، سأمجِّد الكلام. « لا خيل عندك تهديها ولا مال»، أدري لا ينفع القول، ولا الحال سنام. واتصال القول بلا معنى ،بلا استرسال. وسواءٌ كنت في المبنى، أو طريدَ المعنى، سواءٌ عوت الريح، تغضّن وجهُك بالغمام، سواءٌ بغتةً شاخ وقتي، بحّ صوتي، اختنق البلبل، ذبُل الوردُ، أفَل المُرام. لا مناص، ستعلو، يجلو بدرُك والهلال. خفقةَ الندى على وتر،وانسكب المُدام. 10 سأمجِّد اليوم، كأمس، سلطان الكلام. يتجاور الموتى، أو يكفّ عن ضوعه الأقحوان. يتعالى في يقين الغواني الصولةُ والصولجان، يضيق المجاز على البليغ، يتعذر الفهم على اللبيب، يستعيد كالخائب:»يا ليل الصَّب متى غدُه.. أقيامُ الساعة موعدُه»؟! لن تلقى أحدا تنادِمُه، أنت الغريب، قد كنت تحسب أن للغريب نسيب. قد، حرف احتمال لتحليق لو كنت تدركه، طائرٌ رفرف، روحه من جناك، عسلُ الجنان. وإلا كيف جمحتْ خيلُنا، بين الأزِمََّةِ والعنان. أو تعذرني، وأنت الحبيب، الأريب، عريق النسب، فلا حضن لي، قبل رمسي،غير فتات.. كلام. في السماء، ليلة ثاني مارس 2011