هوية بريس – متابعة بِسْمِ الله الرّحمنِ الرّحيمِ (بيانُ تأبينِ فقيدِ العلمِ والوطنِ؛ الشيخ الدكتور نادِر السنوسِي العمرانِي) (إنَّا لله وإنا إِلَيه راجعون) بقلوبٍ ملؤُها اللوعةُ والحزنُ، والرّضى بقضاءِ الله؛ علمتْ دارُ الإفتاءِ ومجلسُ البحوثِ -مِن خلالِ تواصلِها مع الجهاتِ المختصةِ- تأكيدَ مقتلِ فقيدِ السنةِ ومعاهدِها، وفقيدِ العلمِ والوطن، فضيلة الشيخ الدكتور نادر السنوسي العمراني، عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية التابع لدارِ الإفتاء، ومقرره، والأمين العامّ لهيئة علماء ليبيا، ونائب رئيس رابطة علماء المغرب العربيّ، وعضو الرابطة العالمية للاحتسابِ، والذي يعدّونَ فقدَه خسارةً كبيرةً، ليس لليبيا وحدَهَا، وإنما لكلّ بلادِ المسلمينَ. فقد امتدّت يدُ الغدرِ والإجرامِ لاختطافِ الشيخِ، عند دخولِهِ إلى المسجدِ لصلاةِ الفجرِ، منذُ أكثر من شهرٍ، لا لذنبٍ؛ إلّا أنّه كانَ يحمل لواءَ العلم في هذا البلدِ، ونذرَ وقتَهُ وجهدَه كلّه لتعليم أبناءِ المسلمينَ، والدعوةِ إلى ربّه، ولِما كانَ عليه من الوسطيةِ في دعوتِه، ومنابذة الغلوِّ وأهلهِ، والتمسكِ بالحقّ، والثباتِ عليه، والدفاعِ عنه، فتربَّصَ به الغُلاة، مستندينَ على فتاوَى مضللةٍ مِن خارجِ البلادِ، ففقدتْ ليبيا وبلادُ المسلمينَ -بفعلتِهم النكراءِ وفتاواهم الشَّوهاء- عَلَمًا مِن أعلامها، وثلمُوا بقتلِهِ ثلمةً في الإسلام، لا يسدُّها شيءٌ مَا اختلفَ الليلُ والنهارُ؛ كما جاءَ عن السلفِ في قتلِ العلماءِ. وكذلك هم فعلُوا من قبلِه بأمثالِه، مِن خيرةِ العلماءِ والدعاةِ في بنغازي. ولجوءُ هذه الفئةِ الضالةِ إلى مثل هذه الجرائمِ؛ دليلٌ على إفلاسِها، وخسرانِ منهجِها، وقد صدقَ عليهم قول الله عزّ وجلّ: (وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ). لقد دفعَ الشيخ نادر -رحمه الله- حياتَه ثمنًا لمجاهرتِه بالحقّ، وصلابتِهِ في الدينِ، وتبليغِ رسالاتِ ربّه، لا يخافُ فيهِ لومةَ لائمٍ، قال تعالى: (الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا). قتلوهُ على السّنَّةِ، نحسبُهُ كذلكَ، فكانَ قتلُهُ خيرًا له، وغدرُهُم شرًّا عليهِم. أضَاعُوهُ وأيّ فتًى أَضاعُوا… ليومِ كريهةٍ وَسَدادِ ثغْرِ وإنّ دار الإفتاء ومجلسَ البحوثِ لَيُطالبانِ بالقصاصِ والحدِّ، مِن كلّ مَن شارَكَ وخطّطَ ودبّرَ للجريمةِ، إقامةً لشرعِ اللهِ، وردعًا لأمثالِهم مِن المجرِمين. نسألُ اللهَ الكريمَ العظيمَ أنْ يتقبلهُ في الشهداءِ، ويعوّضنَا ويعوضَ أهلَه وأسرتَه والمسلمينَ فيهِ خيرًا. الإثنين 21 صفر 1438ه الموافق 21/ 11/ 2016م.