قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، "بكل أسف فإن الغرب يدعم الإرهاب ويقف إلى جانب الانقلابات"، وذلك تعليقاً على موقف الدول الغربية من المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا، ومحاربة الأخيرة للتنظيمات الإرهابية. جاء ذلك في كلمة ألقاها اليوم الثلاثاء خلال "الاجتماع الاقتصادي عالي المستوى مع المستثمرين الدوليين" في المجمع الرئاسي التركي بالعاصمة انقرة. وأضاف أردوغان "للأسف، بعض الدول الأوروبية تضع إعلانات في مطاراتها من قبيل لا تذهبوا إلى تركيا، ذهابكم إلى تركيا يعزز قوة أردوغان. ما هذه الديمقراطية؟ أنا لست رئيسا تولى منصبه بانقلاب عسكري، وإنما أنا رئيس جمهورية منتخب بأصوات 52% من الشعب". وعاتب الرئيس التركي الدول الصديقة لتركيا لموقفها عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليوز الماضي، حيث قال "عليّ أن أقول بصراحة، وبحزن، إننا لم نلقَ الدعم المنتظر من أصدقائنا خلال المحاولة الانقلابية وبعدها، كما لم نلقَ منهم الدعم في حربنا ضد المنظمات الإرهابية الأخرى، فإن إلقاء نظرة لردود الفعل أثناء وقوع المحاولة الانقلابية وبعدها يكون كافياً لرؤية هذه الحقيقة". وشدد أردوغان أنهم لم ولن يتدخلوا بأي شكل من الأشكال في عمل الاقتصاد استنادا إلى حالة الطوارئ، مبيناً أن تطبيقها في تركيا يتوافق تماما مع معايير الاتحاد الأوروبي. ولفت أن اقتصاد بلاده يعد أحد أكثر الاقتصادات أمناً، مؤكداً أن هناك قوى خارجية لا تُطيق صعود الاقتصاد التركي حتى عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة. وأكد أردوغان أن المحاولة الانقلابية لم يُخطط لها في داخل تركيا، بل أن سيناريو المحاولة الانقلابية كتبت في الخارج، ولها عناصر من الداخل. وانتقد الذين يعربون عن "قلقهم من محاسبة الانقلابيين"، مضيفا :"إذا أشفقنا على هؤلاء القتلة منفذي الانقلاب، فسنجد أنفسنا في موضع الإشفاق". وأضاف بالقول "إن منظمة العفو الدولية تتحدث عن قيامنا بعمليات تعذيب (للانقلابيين)، ربما خلال ذروة الأحداث والقلاقل، تعرضوا لبعض الركلات والصفعات فقط ليس إلا، فلو لم يحصل ذلك، لكانوا قتلوا شرطتنا. ألا يحق للشرطي الدفاع عن نفسه، أم أنه سيقول لهم تعالوا اقتلوني؟". وانتقد أردوغان منظمة العفو الدولية لإطلاقها تصريحات من لندن، مؤكداً أنها لو زارت الأماكن المستهدفة من قبل الانقلابيين في تركيا، لرأت الحقيقة، حيث قال "لو كان لديكم قليلاً من الكرامة، لكنتم زرتم تركيا، ومبنى البرلمان، ومبنى القوات الخاصة، ومديرية الأمن (قصفت جميعها من قبل طائرات الانقلابيين) وزرتم الجرحى في المستشفيات، حينها سترون من الظالم ومن المظلوم". كما انتقد عدم سماح المحكمة الدستورية الألمانية توجيهه خطاباً عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إلى تجمع جماهيري تحت اسم "الديمقراطية لمواجهة الانقلاب"، نظم في كولونيا الألمانية قبل يومين، مشيراً أن السلطات الألمانية كانت قد سمحت في السابق لقيادات في منظمة "بي كا كا" الإرهابية بالحديث عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة إلى أنصارهم في ألمانيا. وأضاف أردوغان "هنا أتساءل هل الغرب يدعم الإرهاب أم لا؟ هل الغرب يقف إلى جانب الديمقراطية أم إلى جانب الانقلابات والإرهاب؟ بكل أسف فإن الغرب يدعم الإرهاب ويقف إلى جانب الانقلابات". وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، منتصف يوليوز الماضي، محاولة انقلاب فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها، وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي. جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية – غولن يقيم في الولاياتالمتحدة الأميركية منذ عام 1999- قاموا منذ اعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة، وفقا للأناضول.