هوية بريس – إبراهيم بيدون الثلاثاء 14 يناير 2014م نظمت مؤسسة عطاء الخيرية محطتها الثانية من حملتها الوطنية "لننعم جميعا بالدفء" في نسختها الثانية يومي السبت والأحد 11-12 يناير الجاري، والتي كانت قبلتها عمق جبال الأطلس المتوسط.. هناك حيث يسكن أناس طيبون.. أمازيغ أحرار، رضوا بسكنى الجبال؛ لكنهم يرفضون التهميش والإقصاء، والمعاناة التي يعيشونها يوميا، في ظل انعدام الطريق أو القناطر على الوديان التي تعوق حركة أي وسيلة للنقل.. في ظل انعدام المرافق الحيوية الضرورية من مستشفيات ومدارس وبعد الأسواق للتزود بضروريات المواد الغذائية.. في ظل انعدام الكهرباء، وغياب إشارة الهاتف النقال.. هذا بالإضافة إلى أنهم يعيشون أياما عديدة في السنة ينقطعون فيها عن العالم بسبب الثلوج أو الوديان بسيولها الجارفة، ما يتسبب باستمرار في وفاة عدد من المرضى والحوامل لانعدام الرعاية الصحية.. حمل القيمون على الجمعية مساعداتهم التي تجاوز وزنها 6 أطنان على متن شاحنة كبيرة، وتتكون هذه المساعدات من الملابس وأغطية الرأس والقفازات والمواد الغذائية الضرورية والأغطية وبعض الأفرشة، ولعب للأطفال وأكياس حلويات.. واستفادت منها 160 أسرة، تنتمي لمجموعة دواوير، مترامية الأطراف وسط سلسلة من الجبال؛ يصل علو بعضها إلى أكثر من 2400 متر عن سطح البحر، ما يتسبب في انخفاض حاد لدرجات الحرارة في فصل الشتاء، تبلغ أشدها عند تساقط الثلوج حيث تصل إلى ناقص 15 تحت الصفر!! وأثناء توزيع المساعدات أقبل علينا مجموعة من أطفال تلك الأسر بقلوبهم الصغيرة الدافئة رغم قساوة البرد هناك، ووجوههم المشرقة كإشراقة أمل لا حدود له، وشفاههم الباسمة كبسمة تلك الجبال المعممة بالبياض، ومع ذلك فشساعة الأفق التي شاركناهم إياها في تلك الساعات القليلة لا تغطي ألما وقسوة يعيشها هؤلاء الصغار في تلك الديار.. اجتهد مجموعة من المشاركين في الترويح عنهم وإضحاكهم وإخراج البسمة من أعماقهم، كما أهدوا كل واحد منهم كيسا مملوء بالحلوى، وكأسا به فرشاة ومعجون أسنان، وقام أحد المؤطرين بشرح كيفية استعماله مع وصيته لهم بالحفاظ على سلامة أسنانهم.. ثم وزعت عليهم قفازات؛ بالتأكيد لن تقيهم قسوة البرد، ولكنها كانت كعربون على أن بعض من يستدفئ في المدن يتذكر إخوانه وأبناءهم في الديار النائية. هذا وستنظم مؤسسة عطاء الخيرية محطتها الثالثة في غضون الأيام القليلة المقبلة، فنسأل الله أن يوفق القائمين عليها، ويجزي الفردوس كل من أسهم في هذه الحملة التي تربط القلوب بين المحسن والمحسن إليه قبل أن تربط الأبدان، وتوصل المساعدات والإعانات إلى أحبتنا من سكان جبال المغرب الراسية.