اختَتم أخيرا أزيد من 30 مُتطوّعاً ومُتطوّعة من شباب "دار القرآن" حملتهم الوطنية الأولى "لننعم جميعا بالدفء"، التي استهدفت أربع مناطق نائية من مختلف أرجاء المغرب، على مدى أشهر من فَصلَيّ الشتاء والربيع، تمكنوا خلالها من توزيع معونات ومساعدات جُمعت على مدار أسابيع من محسنين لفائدة الآلاف من الأطفال والأُسر. وشملت الحملة، التي نظمها الشباب المتطوع بتعاون مع صفحة "حملة الشباب المغربي لمحاربة الفساد الأخلاقي" على الفيسبوك، مناطق معزولة وتعاني الهشاشة، من أجل التخفيف من معاناة الساكنة وزرع روح التضامن بين المواطنين، وهي مناطق "إتزر" التابعة لإقليم ميدلت، و10 دواوير بجماعة سيتي فاطمة نواحي مراكش، وكذا رحل آيت سدرات الجبل التابعة لمدينة بومالن دادس، حيث بلغ مجموع الأُسَر المستفيدة أزيد من 900 أسرة وأزيد من 3500 طفلا، وزعت عليهم أطنان من الأغطية والمواد الغذائية الأغذية والألبسة. وفي تصريح لهسبريس، قال جلال اعويطة المنسق العام للحملة، إن الحجم الإجمالي للمساعدات بلغ حوالي 60 طنا من المواد الغدائية الأساسية والملابس المتنوعة والأحذية والأغطية والأفرشة وألعاب وحلويات الأطفال، تم جمعها بتعاون مع مؤسسات تعليمية وإداراية وكذا السلطات المحلية بكل المناطق المستهدفة، مضيفا أن هذه المبادرة تمّت بتشجيع مستمر من "أصحاب القلوب الرحيمة والعقول النيرة المحبة لهذا الوطن ولإخوانهم". المحطة 1: منطقة "إتزر" وإعانة 200 أسرة انطلقت أولى محطات حملة "لننعم جميعا بالدفء" نحو منطقة "إتزر" الواقعة بين ميدلت وخنيفرة، وبتنسيق مع جمعية "أطلس خيط وألوان"، حيث تم تزويد 200 أسرة وألف طفل بالمساعدات الغذائية والألبسة والقطاني ومواد التنظيف، وهي أسر ضمّت عجزة ومعاقين ومنكوبين ممن اتخذوا محلات السوق مسكنا لهم، إضافة إلى تزويد مساجد المنطقة بعشرات المصاحف. وحسب شهادة أحد المشاركين في الحملة، فإن دواوير المنطقة تنعدم فيها شروط العيش الكريم "حيث اتخذوا أغطية بلاستيكية تقيهم الحر وشدة البرد، في حين تتقاسم 15 أسرة مرحاضا واحدا"، "الأطفال يعانون جروحا وندوبا بسبب قسوة البرد"، مضيفا أن الأسر تعاني من هدم منازلها منذ أربع سنوات بسبب الأمطار الغزيرة والثلوج ويتلقون الوعود الكاذبة من المسؤولين من أجل تسوية وضعيتهم. المحطة 2: "سيتي فاطما" واستهداف 300 أسرة انتقل المتطوعون بعدها بأسابيع إلى جبال الأطلس الكبير، وبالضبط دواوير تيزي توشك وأغرد وآيت ميركن وتاكنيت وإرحان ودو تفريت، التابعة لجماعة سيتي فاطمة نواحي مراكش، حيث تم استعمال 51 دابة وعربتين لحمل المعونات، التي بلغت 12 طنّا من الأغطية و7 أطنان من الأغذية. القافلة استهدفت وفقا للمنظمين 300 أسرة وألفين من الأطفال، حيث همّت المساعدات الأطعمة والأفرشة والألبسة والأغطية والتجهيزات المنزلية، وأخرى خاصة بالمعاقين. المحطة 3: سيتي فاطمة و300 أسرة أيضا بعد الدواوير الستة، عادت قافلة "لننعم جميعا بالدفء" بالرجوع إلى جماعة سيتي فاطمة بعد عدة أسابيع، باستهداف أربعة دواوير أخرى، هي تميشي وإزكاغن وأكرد نورتان وأنمتار، بتنسيق مع جمعية "تزي نوشك للتنمية". المعونات هذه المرة بلغت 16 طنا شملت المواد الغذائية والملابس والأغطية، وغطّت 300 أسرة و500 طفلا. المحطة 4: بومالن دادس و100 أسرة استهدفت المحطة الرابعة والأخيرة من الحملة التضامنية مجموعات من رحل آيت سدرات الجبل التابعة لمدينة بومالن دادس، إذ استفادت من المساعدات أكثر من 100 أسرة وقرابة 150 طفل، وهي المنطقة التي يشتكي أهلها من التهميش وصعوبة العيش الهدر المدرسي. أهداف تحققت بحضور نسويّ وأوضح اعويطة أن حملة "لننعم جميعا بالدفء" حققت جُلّ أهدافها المسطرة، من قبيل فتح ورش تنموي كبير بين المحسنين والمحتاجين في المناطق الجبلية النائية، ونقل الصورة الحقيقية للمناطق المهمشة "والتي تعيش خصاصا كبيرا"، والإسهام في وضع خارطة لها لتسهيل الأمر على الجهات الخيرية، مضيفا أن الحملة ساهمت أيضا في تقديم "الصورة الحقيقية" لشباب دور القرآن. "حضور النساء في الحملة كان له حظ وافر ونصيب مشرف"، يقول المنسق العام للحملة الخيرية، حيث تركزت جهودهن في جمع المساعدات بين صفوف النساء، وأيضا ترتيبها وتنظيمها "بطرق وفرت علينا الكثير من العناء في نقلها وتوزيعها"، موردا أن المتطوعات كُنّ يعملنَ في شكل مجموعات منظمة في عدد من المدن المغربية. "مؤسسة عطاء الخيرية"، هو الإطار الجمعوي الخيري الجديد الذي سيشتغل عليه متطوّعُو حملة "لننعم جميعا بالدفء"، وفقا لجلال الذي أكد لهسبريس أن هذه الأخيرة ستكون إحدى باقات الجمعية الجديدة الإحسانية، مضيفا بالقول "في المدينة الكثير من المشاريع التي تنتظرها كالأيتام وحملات النظافة وأوراش التكوين والتأطير خصوصا في صفوف الشباب ".