هوية بريس – الأحد 05 يونيو 2016 تعاني السينما المغاربية من أزمة هوية بالغة بل أنها تستهدف الجمهور الغربي أكثر من الجمهور المغاربي مع تكريس صورة نمطية سلبية عن شعوب المغرب. تستهدف السينما المغاربية إلى حد كبير إثارة فضول المتفرج الغربي الشغوف بالغرائب والطقوس بعيدا عن ثقافة المجتمع وانتماءه العربي والإسلامي. اعتماد المخرجين في المغرب العربي بشكل رئيس على الدعم والتمويل الخارجي بالذات من فرنسا جعلهم أسيرون لوجهتها الثقافية والرواسب الاستعمارية. التطبيع الفني مع الكيان الصهيوني أمر ملموس من خلال مشاركة أفلام إسرائيلية في المهرجانات أو التصوير في المغرب أو الإنتاج المشترك. الفيلم المغربي "الرجال الأحرار" عن ملاحقة اليهود في باريس من طرف الألمان النازيين والمساعدة التي قدمها مسجد العاصمة الفرنسية لإنقاذ بعضهم! "فين ماشي يا موشي" وفيلم "وداعا أمهات" تم من خلالهما إتهام المغاربة بأنهم اعتدوا على اليهود وسرقوا ممتلكاتهم وطردوهم من أرضهم بدون حق(فيلم مغربي)! الفيلم الجزائري "مدام كوراج" شارك في المهرجان الإسرائيلي للفيلم في حيفا وافتخر مخرجه بذلك وأن الأمر فني بحت ولا يمثل الدولة ولا يلزمها بشي! السينما التونسية تميزت بالتركيز على قضايا الجنس والخيانة الزوجية والعذرية والشذوذ ضمن مسخ أخلاقي مقصود وبدعم من الدولة لإشاعة الفاحشة ينتقد المثقفون دعم وزارة الثقافة التونسية لأفلام العري والجنس (في عام واحد:11 فيلم تدور أحداثها في الحمام! و15 فيلم يحوي لقطات جنسية فاضحة). تمتلأ السينما المغاربية بأفلام الشذوذ الجنسي والدعارة والخيانات الزوجية ضمن موجة إسفاف أخلاقي وفكري صادم للمجتمعات المغاربية وقيمها. من إشكالات السينما المغاربية احتواء الكثير منها على الألفاظ البذيئة والخادشة للحياء والمعارضة حتى للذوق العام. في الجانب الديني ركزت السينما المغاربية على جانب "التطرف" واستخدمته معول لتشويه الدعوة والدعاة والتنفير حتى من الدين الإسلامي. تشكل المرأة محور المنتج السينمائي المغاربي ومادته الرئيسية وتتناول حريتها والاضطهاد الذي تتعرض له من المجتمع الذكوري وعلاقتها بأسرتها. تحاول معالجة قضايا المرأة المغاربية من منطلق علماني وغالبا ما تستهدف القيم الدينية مثل الولي في الزواج والشرف وحرية إقامة علاقة خارج الزواج. في الجزء القادم والأخير؛ سنستعرض بإذن الله بعض النماذج من الافلام المغاربية لبيان صدقية ما زعمناه حيال توجهاتها الثقافية والسياسية والاخلاقية.