بلغني وفاة شيخنا المحدث أبي عبد السلام عبدالله مراد علي الأثري المدني. درسنا عليه نيل الاوطار للشوكاني في السنة الثانية سنة 1419 بكلية الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية المدينة النبوية وأجازنا بمسند البزار توفي رحمه الله ليلة الأحد 11 جمادى الأولى 1445 الموافق ل25/11/2023. وكان قد أصيب بجلطة في الدماغ قبل أربع سنوات، كانت سبب وفاته رحمه الله، وصلي عليه في المسجد النبوي عقب صلاة الظهر ودفن بمقبرة البقيع. إنا لله وإنا إليه راجعون، وإنا على فراق شيخنا لمحزونون. وهذه ترجمة مختصرة له استفدتها من ولده البار الأستاذ عبد السلام حفظه الله وبارك فيه. شيخنا من مواليد مقاطعة بلوشستان الباكستانية عام 1360 تقريبا. درس بكتاتيب قريته، فحفظ القرآن ودرس متون اهل بلده ثم سافر بالسفينة إلى الديار المقدسة عام 1373 مع مجموعة من قرابته وهناك التقى بشقيقه الأكبر الشيخ العلامة عبدالكريم مراد عليه رحمة الله – وهو صاحب (من اطيب المنح في علم المصطلح) وهو مقرر نافع في مصطلح الحديث بالاشتراك مع شيخنا محدث المدينة العلامة عبد المحسن بن حمد العباد. وقد سبق أخاه الى بلاد الحرمين بسنتين، فبدا شيخنا طلب العلم بصحبة أخيه فدرس الابتدائية والاعدادية بمدينة الرياض. وهناك درس بالجامع الكبير على عدة مشايخ من أبرزهم: – سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم – سماحة شيخنا الإمام عبدالعزيز بن باز – الشيخ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي عليهم رحمة الله جميعا. وفي عام 1381 افتتحت الجامعة الإسلامية فسافر إلى المدينة النبوية ودرس فيها المرحلة الثانوية والجامعية. وبعد تخرجه في كلية الشريعة عام 1387 رغب بمواصلة الدرسات العليا ولم يكن متاحا وقتها الا بجامعة الملك عبدالعزيز بمكه المكرمة -أم القرى حاليا -. ومن أبرز شيوخه بالجامعة الإسلامية: _ العلامة الإمام المحدث محمد ناصر الدين الألباني _ العلامة المفسر محمد الأمين الشنقيطي _ العلامة تقي الدين الهلالي المغربي _ شيخنا العلامة ابو بكر جابر الجزائري. _ شيخنا العلامة المحدث حماد بن محمد الأنصاري. رحمهم الله جميعا. _ شيخنا العلامة محدث المدينة عبدالمحسن بن حمد العباد حفظه الله. حصل شيخنا على الماجستير من كلية الشريعة بمكه المكرمة شعبة السنة عام 1393 وعنوان أطروحته: الضعفاء والمتروكين للدارقطني دراسة وتحقيق. ثم بعد ذلك تم تعيينه مدرسا بدار الحديث المكية، وبعدها طلب نقله إلى المعهد الثانوي بالجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية فنقل للمعهد. وفي عام 1400 تقريبا التحق بمرحلة الدكتوراه شعبة السنة بالجامعة الإسلامية. وفي هذه الفترة تم نقله للتدريس بالكلية. وقد حصل على الدكتوراه في عام 1404 وكان عنوان الاطروحة: زوائد مسند ابي بكر البزار على مسند الإمام أحمد والكتب الستة للحافط أحمد بن حجر العسقلاني تحقيق ودراسة بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية، بإشراف اعلامة حماد بن محمد الأنصاري يرحمه الله. وظل عليه رحمة الله يدرس مادة الحديث بكلية الحديث الشريف (نيل الاوطار للشوكاني) مع الإشراف والمناقشة للرسائل العلمية بقسم فقه السنة إلى أن أحيل للتقاعد عام 1425 تقريبا. وكانت له جلسات علمية خاصة مع بعض طلبته بمسجد الحي ومنزله، له مؤلف مطبوع بعنوان -تعليقات على ما صححه الحاكم في المستدرك ووافقه الذهبي. رحمه الله واسكنه الفردوس ورزق اهله وطلبته ومحبيه الصبر والسلوان. وجزى الله خيرا ابنه الاستاذ عبد السلام الذي امدني بترجمة للوالد.