علمت "هوية بريس" أن مندوبية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بمدينة سلا أوقفت خطيبا بسبب تطرقه في خطبة الجمعة لموضوع فلسطين، والعدوان على قطاع غزة والانتهاكات المستمرة للكيان الصهيوني لمقدسات المسلمين. فمباشرة بعد تطرقه لموضوع فلسطين؛ طلب مندوب الأوقاف بسلا من خطيب "مسجد مولاي علي الشريف"، بحي تابريكت، التوقف عن الخطبة، غير أن د.عبد الرحيم العبدلاوي (الخطيب) أبى الاستجابة لأوامر من هذا النوع، وطالب في هذا الصدد بمراسلة كتابية، ليستمر بعد ذلك في ممارسة مهمته التي يعتبرها مسؤولية جسيمة تحتاج إلى التحلي بروح المسؤولية والشجاعة أيضا. غير أن الخطيب توصل بعد أيام برسالة استفسار من المندوب حول المواضيع التي يتطرق لها في خطبة الجمعة، ليجيبه عقب ذلك د.العبدلاوي بأنه يستند في ما استنكره المندوب للظهير شريف رقم 1.14.104 صادر في 20 من رجب 1435ه (20 ماي 2014) في شأن تنظيم مهام القيمين الدينيين وتحديد وضعياتهم. لكن رغم التوضيح والبيان؛ أبى مندوب مدينة سلا إلا أن يوقف الخطيب المشار إليه، لا لشيء سوى أنه تحدث عن واقع المسلمين في المسجد الأقصى المبارك، ودعا مع المهجّرين والمضطهدين في قطاع غزة. تجدر الإشارة إلى أن "هوية بريس" سبق وتوصلت بشكايات من عدد من القيمين الدينيين والخطباء بسبب تعسف المندوب المشار إليه وطريقة تعامله المهينة مع نواب أمير المومنين في المساجد. هذا وقد أصدرت، في وقت سابق، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بيانا تستنكر من خلاله مضمون وثيقة وصفتها ب"المزورة" موجهة إلى مناديب الشؤون الإسلامية لكي يتدخلوا لمنع الخطباء من ذكر فلسطين في المساجد. ونبهت الوزارة القيمين الدينين إلى وجود أيادي تسعى إلى النيل من أمة يعرف الناس تعلقها بالحق إلى جانب القضية الفلسطينية والمسجد الأقصى ماضيا وحاضرا. كما شدد صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس في منظمة التعاون الإسلامي، على وضع القضية الفلسطينية في مرتبة قضيته الوطنية الأولى وجعلها من ثوابت سياسته الخارجية. فالوزارة تنفي منع الخطباء من التطرق لفلسطين، والملك -الذي يمثل أعلى سلطة في البلد- جعل من قضيتها قضية وطنية أولى، فإلى ما يعزى تصرف مندوب سلا ومناديب آخرين من هذا النوع، حين يقدمون على عزل خطباء بطريقة مهينة وحاطة من الكرامة البشرية؟ وكيف يمكننا تفسير سلوكهم المخالف لتوجهات الوزارة وما أمر به أمير المومنين؟