يا أهل غزة؛ لا تحزنوا، فلئن حوصرتم في القطاع، فقد حوصر الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاث سنين فما صده ذلك عن الحق. ولئن أخرجتم من أرضكم، فقد أُخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكفل الله بنصرته كما قال تعالى: ﴿إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا﴾. ولئن اجتمعت عليكم أمم الكفر من الصهيونية والصليبية والشيوعية فقد اجتمعوا قبلكم على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحزاب فكان حال المؤمنين كما وصف الله: ﴿إِذۡ جَآءُوكُم مِّن فَوۡقِكُمۡ وَمِنۡ أَسۡفَلَ مِنكُمۡ وَإِذۡ زَاغَتِ 0لۡأَبۡصَٰرُ وَبَلَغَتِ 0لۡقُلُوبُ 0لۡحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِ0للَّهِ 0لظُّنُونَا۠ هُنَالِكَ 0بۡتُلِيَ 0لۡمُؤۡمِنُونَ وَزُلۡزِلُواْ زِلۡزَالٗا شَدِيدٗا﴾. فنصر الله المؤمنين بما قال: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ اللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا﴾. ولئن خذلكم أهل الأرض من أدعياء الإنسانية والكونية وحقوق الإنسان، وتنكر لكم إخوة الدين والملة فإن حسبكم الله الذي نصر أهل بدر حين عدموا الناصر والمعين فأنزل فيهم ملائكته. ولئن تمادى العدو فيكم قتلا وسفكا فإننا نرجو لمن مات من أهلنا الشهادة ولا فوز ولا فلاح اعظم من ان يموت المرء في سبيل إعلاء كلمة الله ونصرة الأقصى. فلا تحزنوا ولا تبتئسوا فما النصر إلا من عند الله وما يعلم جنود ربك إلا هو، والله المستعان على ما يصفون.