تعليقا على مقال "كلنا إسرائيليون"، الذي كتبه رجل الإعلانات، أحمد الشرعي، بجريدة "جيروزاليم سترتيجيك تريبيون" الصهيونية، كتب الدكتور إدريس الكنبوري "هناك من يسعى إلى الإساءة إلى المغرب، دولة وشعبا، بمواقفه التخاذلية المتصهينة التي لا تمت بعلاقة إلى تاريخ المغرب وتراثه وتقاليده، ويحاول أن يذهب إلى أبعد الحدود في هذه الإساءة التي يرفضها المغاربة من القاعدة إلى القمة. المغرب ليس متصهينا ولن يكون، والذين يحاولون أن يسيؤوا إليه في العالم العربي والإسلامي وفي العالم كله مرفوضون ولا يربطهم بالمغاربة شيء". وأضاف الباحث المغربي في منشور له على حسابه في فيسبوك "محاولة تبرير الصهينة باتفاقيات Abraham هي محاولة خاسرة وغير وطنية"، مردفا "اتفاقيات אַבְרָהָם ليس فيها الدفاع عن الصهيونية أو تبرير المجازر الإسرائيلية أو محاربة المقاومة الفلسطينية أو منع الشعب الفلسطيني من حق الدفاع عن نفسه، وهو حق مشروع تسمح به جميع المواثيق الدولية. هذه اتفاقيات تخص الدولة في علاقتها بدولة معترف بها من الأممالمتحدة، ولا علاقة لها بالتخلي عن القضية الفلسطينية، ولا تصادر حق الفلسطينيين. ونحن نتفهم موقف بلدنا في عقد هذا الاتفاق، ونصطف إلى جانبه، ولا نعتبره تطبيعا مهما كان الأمر، وندرك بأنه "عقد إذعان" في ظل نظام دولي ظالم يسرق الحقوق من الشعوب ولا يتيح لك إلا هوامش ممنوحة للاعتراف بها. إن الدولة المغربية دولة عريقة وشريفة وراءها قرون من الحضارة، وكانت دائما إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني وستبقى، وقد دخلت اتفاقيات אַבְרָהָם بهذا الشرط، لكن تلك الاتفاقيات ليست سيفا على رقبته لتملي عليه ما يريد خصوم الأمة". وتابع الكنبوري "لقد كان موقف المغرب مما يحدث في فلسطين اليوم واضحا، وهو موقف في إطار الواقعية الدولية والسقف الممكن، هو السقف الذي يريده النظام الدولي الظالم وليس سقف المغرب. وما كتبه أحمد الشرعي في جريدة إسرئيلية اليوم في ظل العدوان على غزة وحق المقاومة المشروع لا علاقة له بموقف المغرب، فالبلد الذي صنع المسيرة الخضراء لا يمكنه أن يتنكر لتاريخه العربي الإسلامي المجيد، حتي الكتاب والصحافيون والمثقفون الإسرائيليون لم يكتبوا هذا". نحن نثق في بلدنا، يضيف الكنبوري "ونعتز بهذه الدولة العريقة، ولكننا ندافع عنها من موقع الوطنية لا من موقع الخيانة والانبطاح، ونرى أن تجاوز موقف الدولة والتطرف في المواقف يسيء إلى المغرب ويدنس سمعته. المغرب أكبر من هذه الفضيحة، وموقف الشرفاء احترام موقفه وشرحه للناس دون تمريغ شرفه في التراب". تجدر الإشارة إلى أن مولاي احمد الشرعي، مالك مجموعة غلوبال ميديا، وصف مقاومة حماس بالإرهابية. كما وصف الشرعي ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية بأنها مجرد أفعال "تلوث" وسائل التواصل الاجتماعي "لتبرير هجمة غير مبررة"، وذهب إلى حد اعتبار أن كل حديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مجرد "ثرثرة" تتجاهل ما يعتبره "وجهة النظر الإنسانية: الزوجات اللاتي شاهدن أزواجهن يموتون خارج منازلهن، والأطفال الذين فقدوا في الهجمات الصاروخية أو قتلوا برصاص رشاشات طائشة . إن معاناة الكثيرين، الذين ليس لهم أي دور في السياسة، هائلة"! كما حرض الشرعي الأمريكيين ضد حماس بقوله "حماس قتلت أميركيين أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى، باستثناء القاعدة". وفي هذا السياق حذر الشرعي بقوله "إذا تسامحنا مع التطرف، فإنه سوف يؤدي إلى تآكل صخرة الأمن، وفي النهاية تدمير كافة الجهود الأميركية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ولا ينبغي لنا بعد الآن أن نستقبل زعيم حماس إسماعيل هنية باعتباره بطلاً في العواصم العربية. ويجب على وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على هنية وأحبائه وحرمانهم من السفر والمدفوعات الدولية." ولم يتوقف مالك يومية الحداث وميد راديو وغير ذلك عند هذا الحد بل أضاف بأن "هذا الهجوم الإرهابي يأتي في الوقت الذي تعمل فيه الولاياتالمتحدة على التفاوض على صفقة تاريخية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي يمكن أن تغير الشرق الأوسط. ولعل هذا هو الهدف الحقيقي لهجمات اليوم". تجدر الإشارة غلى أن خرجة الشرعي أثارت كثيرا من الجدل، حيث علق بعض المتابعين على الشرعي بقولهم "إذا كنت إسرائيليا فتحدث عن نفسك فحسب، اما المغربة فقد عبروا عن موقفهم بوضوح في الساحات والوقفات ومواقع التواصل الاجتماعي والملاعب أيضا".