"كلنا إسرائيليون"، تحت هذا العنوان، كتب رجل الإعلانات، أحمد الشرعي، مقالا بموقع "جيروزاليم سترتيجيك تريبيون" الإسرائيلي، يظهر فيه تضمانه مع إسرائيل عقب الهجمة الكبيرة التي تعرضت لها يوم 7 أكتوبر الجاري من طرف قوات المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة. وفي المقال الذي وقعه الشرعي، الذي يرأس مجموعة إعلامية كبيرة في المغرب معروفة بقربها من السلطة في الرباط، وصف منظمة حماس بأنها "جماعة إرهابية"، ووصف الأسرى الإسرائيليين لدى حماس بما فيهم العسكريين بأنهم "رهائن". وكتب الشرعي المعروف بمواقفه المؤيدة للصهيونية، أن إرهابيي حماس" هاجموا "أمة ديمقراطية"، كانت تحتفل بهدوء في يوم مقدس هو يوم "فرحة التوراة"، وهو يوم "لا يعمل فيه اليهود الملتزمون ولا يقودون السيارة ولا يكتبون ولا يشغلون الأجهزة الإلكترونية. إنه يوم مثالي لمهاجمة أمة ديمقراطية تحتفل بهدوء". ووصف الشرعي ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي المتعاطفة مع المقاومة الفلسطينية بأنها مجرد أفعال "تلوث" وسائل التواصل الاجتماعي "لتبرير هجمة غير مبررة"، وذهب إلى حد اعتبار أن كل حديث عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مجرد "ثرثرة" تتجاهل ما يعتبره "وجهة النظر الإنسانية: الزوجات اللاتي شاهدن أزواجهن يموتون خارج منازلهن، والأطفال الذين فقدوا في الهجمات الصاروخية أو قتلوا برصاص رشاشات طائشة . إن معاناة الكثيرين، الذين ليس لهم أي دور في السياسة، هائلة"! وعاد الشرعي، الذي يعتبر أحد عرابي التطبيع في المغرب، إلى "اتفاقات أبراهام" قائلا إنها "جلبت السلام بين إسرائيل وأربع دول عربية، وأحيت أملاً تاريخياً". وذهب الشرعي إلى حد تحريض الأمريكيين ضد منظمة حماس عندما كتب بأن "حماس قتلت أميركيين أكثر من أي جماعة إرهابية أخرى، باستثناء القاعدة." وقال الشرعي إن حماس تنتج آلاف المقاتلين تدربهم وتشجعهم ومن ثمة تحتفل بهم على أنهم "شهداء". وحذر الشرعي "إذا تسامحنا مع التطرف، فإنه سوف يؤدي إلى تآكل صخرة الأمن، وفي النهاية تدمير كافة الجهود الأميركية الرامية إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. ولا ينبغي لنا بعد الآن أن نستقبل زعيم حماس إسماعيل هنية باعتباره بطلاً في العواصم العربية. ويجب على وزارة الخزانة الأميركية فرض عقوبات على هنية وأحبائه وحرمانهم من السفر والمدفوعات الدولية." وأضاف الشرعي "ليس من الطبيعي أيضاً أن تستمر حماس في الحصول على الدعم من سلسلة من المبادرات والمؤسسات غير الحكومية، وبعضها يتخذ من أوروبا مقراً له." وقال الشرعي إن "هذا الهجوم الإرهابي يأتي في الوقت الذي تعمل فيه الولاياتالمتحدة على التفاوض على صفقة تاريخية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، والتي يمكن أن تغير الشرق الأوسط. ولعل هذا هو الهدف الحقيقي لهجمات اليوم." وعاد الشرعي إلى المكالمة هاتفية التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي أعرب فيها عن استعداد أمريكا تقديم كل وسائل الدعم المناسبة لحكومة وشعب إسرائيل، ليطالب الأمريكيين بالمزيد من الدعم للإسرائيليين قائلا "هذا أمر مهم، ولكن يتعين على الولاياتالمتحدة أن تفعل المزيد . وعندما ينقشع الدخان فمن المرجح أن يكون مواطنون أميركيون بين القتلى والجرحى. فحماس اليوم تمثل تهديداً للأمن القومي الأميركي ولمحاولاتها إحلال السلام في المنطقة."