وصل إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلى الرباط، الأربعاء، بدعوة من حزب "العدالة والتنمية"، والتي تأتي بعد يوم واحد على برقية تهئنة أرسلها الملك محمد السادس، لرئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، بعد حصول حكومته على ثقة الكنيست. وأكد الملك محمد السادس في البرقية " حرص المملكة المغربية على مواصلة دورها الفاعل ومساعيها الخيرة الهادفة لخدمة سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط يضمن لكافة شعوب المنطقة العيش جنبا إلى جنب، في أمن واستقرار ووئام".
من جهته، شكر بينيت الملك محمد السادس وقال في بيان صادر عن مكتبه إنه "مصمم على تعزيز العلاقات الإسرائيلية المغربية في كافة المجالات".
وأضاف أن "إسرائيل ترى المغرب كدولة صديقة وشريك مهم في جهود السلام والأمن في المنطقة".
ويرى مراقبون، أن زيارة رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، إلى المغرب، تأتي في ظل الموقف المغربي الرسمي، الذي يعتبر أن حل القضية الفلسطينية أساس الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، وأن استئناف الرباط علاقاتها مع إسرائيل، لن يغير من الموقف المغربي الداعم للقضية الفلسطينية.
وقالت حركة حماس، إن هدف زيارة هنية الوافد المرافق له إلى الرباط "تهدف إلى تحشيد الموقف العربي والإسلامي لخدمة القضية الفلسطينية، وحماية القدس والمسجد الأقصى من التهديدات الصهيونية المتواصلة"، دون تفاصيل أكثر.
بدوره اعتبر سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، أن دعوة الحزب لوفد حماس لزيارة المغرب، تأتي في سياق الموقف المغربي الثابت، ملكا وحكومة وشعبا في دعم الشعب الفلسطيني، ودعم نضاله حتى ينال حقوقه، وحتى بناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف العثماني، في كلمة له خلال استقبال إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والوفد المرافق له، مساء الأربعاء 16 يونيو 2021، بالرباط، أن المغرب يعتبر القضية الفلسطينية قضيته أيضا، وهو ما ترجمه في مسيراته المليونية، وفي العمل المتواصل لبيت مال القدس، يضاف إلى ذلك مواقف جلالة الملك الرافضة لصفقة القرن ولتهويد القدس.
وتابع، أن الملك، جدد التأكيد أن القضية الفلسطينية على القدر نفسه الذي تحلته قضية الوحدة الترابية والصحراء المغربية، وهذا يعني أن للقضية الفلسطينية مكانة خاصة ومهمة لدى المغرب، ملكا وحكومة وشعبا، مشددا على أن المغرب سيظل رافضا للاحتلال الإسرائيلي، وسيظل يدعم حق الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.
في ذات السياق، يعتبر إدريس الكنبوري، المحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24″، أن زيارة إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس والوفد المرافق له، إلى الرباط، هي زيارة طبيعية، لأن المغرب محطة أساسية في القضية الفلسطينية، إلى جانب أن الملك محمد السادس باعتباره رئيس لجنة القدس".
وأضاف الكنبوري، أنه "لابد للمغرب، أن يكون قبلة للوفود الفلسطينية من بينها حركة حماس، باعتباره لاعبا أساسي في القضية الفلسطينية، ورغم إعلان الرباط استئناف العلاقات مع إسرائيل، فإن المغرب جدد موقفه الثابت، لا تنازل عن القضية الفلسطينية".
وأشار المحلل السياسي، أن "العلاقة مع إسرائيل هي مصلحية، والعلاقة مع القضية الفلسطينية، مبدئية، والمغرب يحاول التوفيق بين المصلحة والمبدأ".
بدوره، اعتبر محمد شقير الباحث والمحلل السياسي، في تصريح ل"الأيام24″، أن "دور المغرب، هو دور وسيط بحكم العلاقة مع القضية الفلسطينية، حيث كان دائما عنده علاقات مع الطرفين، وحتى في التهنئة الملكية لرئيس الوزراء الإسرائيلي، أشار الملك إلى أن دور المغرب هو تحقيق السلام ما بين فلسطين وإسرائيل، وبالتالي زيارة هنية للمغرب، التي تأتي في إطار دعوة من حزب "البيجيدي"، ورغم أنها لا تحمل طابع رسمي، لكنها تبرز كيف أن الدبلوماسية المغربية، تعمل مع الطرفين في إطار البحث عن تسوية مقبلة، بالتالي هذه مسألة عادية غير استثنائية.
وكان الملك محمد السادس، الذي يرأس لجنة القدس، أكد منذ إعلان استئناف العلاقات مع إسرائيل موقف المملكة "الثابت بشأن القضية الفلسطينية، والقائم على حل الدولتين"، مشددا على أن المفاوضات هي السبيل الوحيد للتوصل إلى تسوية.
جددت الخارجية المغربية هذا الموقف خلال القصف الإسرائيلي على قطاع غزة في ماي. بينما نظمت تيارات إسلامية ويسارية تظاهرات مؤيدة للفلسطينيين ومنددة بالتطبيع.